روما، الخميس 26 مايو 2011 (ZENIT.org). – “تتطلب الصلاة ثقة، قربًا كبيرًا ورمزيًا من الله وكأنه خصم، عدو، ولكنه في الحقيقة رب يبارك ويبقى دومًا غامضًا، ويبدو وكأنه لا يمكن الوصول إليه”، هذا ما قاله بندكتس السادس عشر أمس في معرض تعليم الأربعاء الذي كرسه للنظر في سيرة البطريرك يعقوب في الكتاب المقدس كمثال في الصلاة.
وتطرق الأب الأقدس بشكل خاص لحدث صراع يعقوب مع المجهول في معبر يبوق، الذي يشكل بالنسبة للمؤمن – على حد قول البابا – “مرجعية لفهم العلاقة بالله التي تجد في الصلاة التعبير الأسمى”.
ونظرًا لطبيعة الصلاة، شرح الأب الأقد أن الإلهي استخدم رمز الصراع، “الذي يتطلب قوة نفس، ثبات، وشدة للوصول إلى ما تريده النفس”.
واستشهد الأب الأقدس بتعليم الكنيسة الكاثوليكية الذي يعلق على نصر صراع يعقوب مع الرجل المجهول بالقول: “إن التقليد الروحي في الكنيسة رأى في هذا النص رمز الصلاة كصراع الإيمان ونصر الثبات” (عدد 2573).
وأردف الأب الأقدس: “النص الكتابي يتحدث عن ليل البحث عن الله الطويل، عن الصراع للتعرف على اسمه ولرؤية وجهه؛ إنه ليل الصلاة التي بقوة وثبات تطلب إلى الله البركة والاسم الجديد، واقع جديد يكون ثمرة الارتداد والغفران”.
ثم توجه الأب الأقدس في ختام التعليم إلى المؤمنين بالقول: “إن حياتنا بأسرها هي مثل ليل صراع وصلاة طويل، يجب أن نهرقها في الرغبة وفي طلب بركة الله التي لا يمكننا أن نحوزها معتمدين على قوانا، بل يجب أن ننالها منه بالتواضع، كهبة مجانية تسمح لنا في نهاية المقام أن نتعرف على وجه الله”.