جاءت كلمات البابا خلال صلاة أسرار النور من أسرار الوردية التي جمعته بالأساقفة الإيطاليين في بازيليك مريم الكبرى في روما. وقد ركزت الكلمة التي وجهها في هذه المناسبة على الحياة، العائلة، العمل، والدعوة لالتزام الكاثوليك في الحياة السياسية وبناء "الخير المشترك".
وإذ ذكر بندكتس السادس عشر أن هذه البازيليك هي الأولى في الغرب التي تم تكريسها للعذراء مريم "أم الله"، أعاد إلى الذاكرة أيضًا فتح الباب المقدس في يوبيل العام ألفين حيث قام يوحنا بولس الثاني "بتكريس السنة اليوبيلية لمريم، لكي تسهر على مسيرة الذين يرون انفسهم كحجاج نعمة ورحمة".
وتابع: "اليوم أيضًا، نحن لا نتردد في اعتبار ذواتنا كذلك، تواقين إلى عبور عتبة ذلك الباب المقدس الذي هو المسيح، ولذا نريد ان نطلب إلى العذراء أن تشدد خطانا وأن تشفع بنا".
وذكر البابا الجميع بأن الإيمان ليس خبرة انعزال، بل هو خبرة تعزز كرامة الإنسان والتعايش الاجتماعي.
كما ولفت إلى أنه يحق لإيطاليا أن تفتخر بحضور وعمل الكنيسة فيها، لأن هذه الأخيرة، وإذ تعمل في احترام للدولة المدنية، تدعم دومًا حقوق الإنسان الأساسية.
هذا وذكّر البابا بدور العائلة وأهميتها، مشددًا على ضرورة انفتاحها على القيم الأخلاقية وعلى التسامي. موضحًا أن الكنيسة تلعب دورًا أساسيًا في إيطاليا في تعزيز وحماية الحياة البشرية في كل مراحلها، داعمة بهذا الشكل العائلة بالذات.
هذا وكرس البابا اهتمامًا خاصًا أيضًا لقضية العمل والبطالة فقال: "أضم صوتي لأولئك الذين يرفعون صوتهم أمام عالم السياسة لكي يقوم بكل ما هو ضروري لتجاوز البطالة وعدم الاستقرار المتفشيين، لأن هذا الامر يؤثر سلبًا على خيارات الشبيبة في بناء العائلة، مما يؤذي بشكل كبير نمو المجتمع المتناغم والأصيل.
وقال البابا في تكريسه إيطاليا للعذراء مريم: "نضع كل الشعب الإيطالي في حماية أم الوحدة، لكي ما يهب له الرب عطيتي السلام والأخوة، فينتج عن ذلك النمو المتعاضد. فلتساعد العذراء القوى السياسية في البلاد لكي تعيش الوحدة كفرصة لتعزيز الرباط الوطني وتجاوز كل الخلافات".