بقلم أنيتا بوردين

روما، الأربعاء 04 مايو 2011 (Zenit.org) – تقدم مدينة روما حفلاً موسيقياً إكراماً للطوباوي يوحنا بولس الثاني في مبنى الكابيتول بتاريخ 18 مايو المقبل. وكان من المفترض إقامته في ختام ثلاثية التطويب عند السابعة من مساء الاثنين 2 مايو، لكنه أرجئ بسبب رداءة الطقس.

هذا الحفل الموسيقي المتعدد الوسائط يقام تحت عنوان: "يوحنا بولس الثاني وروما. ذكرى وامتنان".

ويتخلل الحفل عزف موسيقي، واسترجاع لحظات زيارات يوحنا بولس الثاني في روما، إضافة إلى شهادات من بينها شهادات الكاردينال ستانيسلاس دزيفيتش وخواكين نافارو فالز، وأندريا ريكاردي، والمونسنيور دومينيكو سيغاليني، أسقف باليسترينا، والكاهن ماسيمو كاميساشا، والكاهن لوسيو ماريا ساباتوري، الشاعر الذي يعتمد اللهجة الرومانية، وكاتب عدة مؤلفات حول يوحنا بولس الثاني.

ويوجه رئيس بلدية روما، السيد جاني أليمانو، دعوة لجميع سكان روما "لكيما بحضورهم في الحفل يظهروا عظمة محبة وإخلاص المدينة للبابا فويتيلا".

ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام بعنوان : كرامة المسنين

جل الديب، الثلاثاء 3 مايو 2011 (ZENIT.org). – عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان: “كرامة المسنين”، شارك فيها: معالي وزير الشوؤن الإجتمعاعية، الدكتور سليم الصايغ،مديرة مركز الاستقبال في جماعة رعاية المسنين انطلياس، الأخت إيمانويل أسمر، عن مطاعم المحبة، السيدة انطوانيت قازان، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، حضرها: أمين سرّ اللجنة، الأب يوسف مونس، والمسؤول عن الفرع السمعي البصري في اللجنة، الأب سامي بو شلهوب، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين.  

رحب الخوري عبده أبو كسم بالمنتدين والحضور وقال:

تأتي ندوتنا في سياق الندوات الاجتماعية التي تتناول القضايا الإجتماعية وإرتباطها الوثيق بتعاليم الكنيسة والتي تتابع خلال برنامج “قضايا”، وكان غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قد التقى على الغداء مع المسنين في اليوم الثالث بعد انتخابه، وهذا دليل احترام الكنيسة لهم وعنايتها بكرامة المسنين. وحيا الوزير الصايغ على الميثاق الأجتماعي الذي شكل لنا محور تفكير وتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية. وقد اخترنا اليوم موضوع “كرامة المسنين” لما له من أهمية كبيرة، حيث أن العديد من المسنين يشعرون أنهم أصبحوا عبئاً على أولادهم فيعيشوا الفترة التي يجب أن يرتاحوا فيها، بقلقٍٍ وحياءٍ خوفاً من أنهم، يشكلون ثقلاً في المكان الذي يعيشون منه”.

وكم من الحالات التي نعرفها ونسمع عنها، تدق باب ضمائرنا فالمسّن الذي ربّى وتعب وضحّى أمام أولاده له الحق في عيشة كريمة، وحق المسّن ليس على أولاده وحسب إنما على المجتمع والوطن فهو أيضاً عمل في سبيل وطنه ومجتمعه وكان عنصراً فاعلاً في الحقل الذي كان يعمل فيه.

وحق المسّن ايضاً على أمه الكنيسة، فمن واجب الكنيسة أيضاً أن ترعى المسنين وتؤمن لهم جوّاً من الراحة والصلاة والتأمل ويجب أن تحيطهم بعناية خاصة في رعاياهم، فهم حملوا إرث الإيمان، إيمان الآباء والأجداد، وهم من شهدوا في عائلاتهم على محبة المسيح وربّوا أولادهم على القيم الإنجيلية والإنسانية.

هؤلاء هم عمال الساعة الأولى في حقل الربّ، هم الخميرة الطيبة في قلب الكنيسة.

دعونا اليوم نوّجه التحية إلى كل المسنين في لبنان والعالم وبنوع خاص إلى المسنين المطروحين على فراش المرض، ونتمنى لهم الشفاء العاجل.

نتوجه بالتحية إلى العائلات التي تحفظ كرامة الآباء والأمهات نحيي فيهم الروح المسيحية الحقة.

نتوجه بالتحية القلبية مقرونة بالشكر إلى كل المؤسسات التي تعتني بالمسنين وتؤمن لهم مستلزمات العيش الكريم والأمل في آخره تحفظ كرامتهم.

نتوجه بالتحية إلى مؤسسة رسالة الحياة وكل المؤسسات الشقيقة.

إلى مطاعم المحبّة التي تخلق لدى المسنين جوّاً من الراحة والانفتاح والتلاقي يقيهم من خطر العزلة.

وإلى الدولة المتمثلة بشخص معالي الوزير الدكتور سليم الصايغ وزير الشؤون الاجتماعية نقول كبارنا حكماء هذا الوطن فلتعنى الدولة بهم من خلال تأمين ضمان الشيخوخة وتأسيس النوادي للمسنين في مختلف المناطق اللبنانية، فتحقق طموحاتنا ونحلم بدولة متحضرة تحفظ لنا في المستقبل كرامة شيخوختنا وتظهر صورة لبنان الرسالة.

ثم تحدثت الأخت ايمانويل اسمر عن جماعة رسالة الحياة فقالت :

أننا «كعلمانيين، انطلاقاً من قلب الكنيسة قرّرنا الإلتزام بكل إنسان متروك ومشرّد. فكان لقاؤنا بمسنيّن وشباب وأطفال».

أضافت”«لمسنا في هذه المسيرة ما يكتشف الإنسان الذي اختمرت فيه تجارب الحياة، من رغبة في أن يكون محتضناً في أَيامّه الأخيرة وأن يتوفى بكرامة.

وتحدثت أن «الحاجة عند افتتاح المركز كانت لاستقبال الأولاد والشباب ثم توسّعت لتشمل المسنيّن المتروكين الذين ينامون في محطات المحروقات أو تحت الجسور، من دون مأوى أَو عائلة».

وشدّدت على أن «عمل الجماعة يتكّل على العناية والمشيئة الإِلهية، مشيرةً إلى اكتساب الخبرة مع مرور التجارب لأن التعامل مع المسنّين أَمر دقيق فهم بحاجة لأن تعاملهم كأبناء» وأشارت إلى أن العمل في نقطة تالية يجري على إعادة التواصل بين الأهل وأَبنائهم»؟

وقالت أن «المشكلة الكبيرة التي تواجه هذا العمل الإنساني هي افتقار غالبية المسنّين المتروكين لأوراق ثبوتيّة، الأَمر الذي يعيق إدخالهم إلى المستشفيات ولكن «بالإصرار نحقّق مبتغانا».

وتحدثت عن الحياة داخل المركز، هناك «مساحة لقاء بين المسنّين والشباب والأَطفال مع احترام خصوصيّة كل منه».

وأشارة إلى « تدريب الشباب على التعاون في حمل المسنّين غير القادرين على الحركة، وفي اطعامهم في حالة العجز».

وشدّدت على «سعي الجماعة إلى المحافظة على كرامة الإنسان وإفهام المشرّد أنّه ليس متروكاً، وإيصال المحبة له».

وأعربت عن تطلّعها إلى تلبيّة كل الحاجات، وخصوصاً تأمين الإهتمام بالمسنّين المعدومين، الذين يتوفون في منازلهم لعدم توفر كلفة العلاج في حالة الأَمراض المستعصيّ».

وأوضحت في الختام ان «مؤسس الجماعة هو الأَخ وسام معلوف مع المطران جورج اسكندر في زحلة عام 1993، وانتقلت عام 1998 إلى أنطلياس مع المطران يوسف بشارة، ويبلغ عدد اعضائها 25 مكرّساً ومكرّسة نذروا حياتهم للخدمة بالطاعة والعفة والفقر. 

ثم تحدثت السيدة انطوانيت قازان عن مطاعم المحبّة فقالت:

تأسست جمعية أصدقاء مطاعم
المحبة سنة 1983 في سن الفيل إثر نزوح عدد كبير من العغائلات من قراهم أثناء الأحداث الأليمة وكانت تهتم بتأمين الطعام والدواء الإسعافات اللازمة للمعوزين.

أسسها فخامة الرئيس الراحل المرحوم شار حلو. وبعد وفاة الرئيس حلو سنة 2001 ثم انتخاب الوزير ميشال أده رئيساً للجمعية. وتضم هذه الجمعية أعضاء من خيرة العاملين في الشأن العام والخاص وتعمل بصمت بعيداً عن الإعلان والمتاجرة إذ أنها جمعية خيرية لا تبغي سوى العطاء والمساعدة.

أنتشرت فروع الجمعية في كل لبنان إضافة إلى مركزها الرئيسي في سن الفيل حتى اصبحت تضم 27 مطعماً مجانياً تؤمن وجبات طعام مجانية لحوالي اربعماية ألف محتاج ومعوز يقصدونها سنوياً، إضافة إلى توزيع سندويشات على مدرستين رسميتين في سن الفيل والنبعة.

لا يزال عمل مطاعم المحبة في لبنان مستمراً رغم الظروف المعيشية القاسية وذلك بدعم وجهود رئيس الجمعية معالي الوزير ميشال أده ونخبة من الأيدي البيضاء الخيرة. 

وفي الختام تحدث الوزير الصايغ عن دور الدولة والتقديمات التي تقوم بها من أجل المسّنين فقال:

إن العمل الاجتماعي بشكل عام هو عمل إنساني ومنطلقاته إنسانية وإجتماعية أكثر مما ينطلق من خطط وبرامج”. وقال إن ما نراه في هذا السياق هو “تجارب تدل على حيوية المجتمع اللبناني فالمبادرة الفردية من طبعنا وخصائصنا خصوصاً بسبب الحرب، وحرب الجهل ما بعد الحرب”، مشيراً إلى وجود إقتصادين يولدان إشكالية في لبنان، شمالي بيروت وجنوبها”.

وشدّد الصايغ أن “كل ذلك لا ينفي مسؤولية الدولة الكبرى في العمل الإجتماعي، لا سيما وانها مؤتمنة على المال العام والمواطن في آن، وفي ترشيد الإنفاق الإجتماعي وترتيب العمل الاجتماعي، وذلك بالشراكة مع المجتمع المدني”.

وأوضح أن “المفهوم الاساسي لكرامة المسنين ينطلق من كرامة كل إنسان في لبنان وكل إلانسان فيه بما في ذلك المسّن لأن الكرامة لا تتجزأ”، مشيراً إلى ضرورة تمكين المسّن من عيش كيانه الإجتماعي حتى آخر لحظة من حياته، من دون أن يتحوّل إلى عبء على ابنائه أو على المجتمع” واصفاً جمعيات الرعاية والنوادي بالحل الرديف”.

وشدّد على ضرورة المحافظة على العائلة كخلية إجتماعية أساسيّة، ووجوب تفعيل دور العائلة في التكافل”. وأعتبر أن “هذه القضية بالغة الاهمية، يندرج منها سياسات”. واشار إلى تضمّن الميثاق الاجتماعي الموضوع من قبل وزراة الشؤون، الحديث عن الرعاية بالشراكة، لأن الدولة وحدها غير قادرة على تحمل المسؤولية وحدها، كما أن العائلة وحدها غير قادرة على سدّ الأعباء حتى في أكثر البلدان بحبوحة”.

وتحدث الصايغ عن البعد الرسالي للعمل الإجتماعي من دون أن يعنى ذلك تخلٍ من قبل الدولة عن مسؤولياتها. وقال: “إن دور الوزارة أساسي في وضع الأطر الناظمة ومعايير العمل الإجتماعي، بما في ذلك الأذن المسبق للتاسيسن وتامين المراقبة للعمل الأجتماعي من قبل الجهات الرسميةن من أجل تمكين المؤسسات، فالمبادرات الفردية والإجتماعية من خلال التدريب، ومن خلال المحافظة على المؤسسات الإجتماعية لصغيرة وسط الكبيرة”.

كما تحدث عن دور الدولة في تحفيز القطاع الخاص، أخلاقياً وروحياً ومادياً لأن في ذلك مردودية رائعة، وكشف عن وجود سياسة متكاملة، تتم ترجمتها بالعمل على تنمية الإنسان بصورة حقيقية ومستدامة”، مشدداً على ضرورة المحافظة على النشاط لدى المسّن لكي تبقى قدراته العقلية بأفضل حال، وهذا ما ينعكس إيجاباً على صحته، وخصوصاً ممارسة الرياضة”.

وتحدث عن تمويل الوزارة لبعض الأندية المختصّة وتزويدها بأجهزة ومرافقة طبيّة بهدف خفض الفاتورة الصحيّة عن كاهل العائلة والدولة في آن”.

واشار إلى “وجوب تنمية الريف الذي يعاني نزفاً كبيراً من جراء هجرة أبنائه من خلال العمل على إبقاء المسنين في قراهم كي تبقى منازلهم مفتوحة، ويتشجّع أبناءهم على التوجه إلى منزل الضيعة خلال العطل”. كما تطرّق إلى ضرورة تامين باصات متخصّصة لشبك قرى عدة لكي يتمكن المسّن من القيام بمشترياته، وقصد المستوصف، إلى الصلاة وزيارة الأقارب والأصدقاء ودور العبادة وهذا ما بدأ فعلياً في منطقة  رميش – عين أبل.

وقال الصايغ “نحن في الوزارة لدينا الكثير من الإرادة رغم ضعف الإمكانيات، متحدثاً عن العناية التي يتم تأمينها ل 3500 مسّن من أصل 7000 مسّن بحاجة للرعاية”. وكشف أن “نحو 150 ألف مسّن  في لبنان لا يتمتعون بتغطية صحيّة” مشيراً إلى ضرورة إقرار قانون ضمان الشيخوخة من دون إغراق الدولة في أعباء غير قادرة عليها”. وقال : “أن التخطيط والإقدام صعب في هذه الظروف ولكن ذلك لن يثنينا عن المحاولة”.

وختم الصايغ “بأن حجم المشكلة كبير ودور العائلة بالغ الأهمية”، معدداً إنجازات الوزارة في هذا السياق لا سيما برنامج محو الأمية المعلوماتية من أجل ردم الفجوة الرقمية بين الأجيال، ومشروع قانون مكافحة العنف الاسري والعنف ضد المرأة الذي يتطرق إلى العنف ضد المسنين”.