* * *

أيتها الأم الطاهرة ،

في مكان النعمة هذا ،
مدعوون معا من حب يسوع ابنك
الكاهن الأسمى الأزلي
أبناءً في الإبن وكهنته ،
نكرّيس أنفسنا لقلبك الأموميّ
من أجل تنفيذ مشيئة الآب بأمانة.

ونحن ندرك أنه بدون يسوع ،
لايمكننا أن نفعل شيئا جيدا (يو 155)
و أنه فقط من خلاله، وفيه ومعه
سنكون أداة الخلاص للعالم.

يا عروس الروح القدس ،
إحصلي لنا على الهدية التي لا تقدر بثمن,
التحوّل في المسيح.
من خلال قوة الروح نفسها التي ظلّلتكِ
وجعلتكِ أمّ المخلص ،
ساعدينا لكي نولد المسيح ابنك في أنفسنا أيضا.
وهكذا فلتتجدّد الكنيسة بواسطة الكهنة المكرّسين,
كهنة متحوّلون بنعمته,
هو الذي يجعل كل شيء جديدا.

يا أم الرحمة ،
إن ابنك يسوع هو مَن دعانا
لكي نصبح مثله:
نور العالم وملح الأرض
(متى 513-14).

ساعدينا ،
بشفاعتك الكليّة القدرة ،
أن لا نقصّر أبداً في هذه الدعوة السامية ،
وأن لا نفسح المجال لأنانيتنا ،
ولمغريات العالم
ولحِيَل الشرير.

إحفظينا بنقاوتك
أحرسينا بتواضعك
واغمرينا بحبّك الأموميّ
الذي ينعكس على الكثير من النفوس المكرّسة لكِ ،
والذين أصبحوا بالنسبة لنا
أمهات روحيون حقيقيون.

يا أم الكنيسة ،
نحن الكهنة نريد أن نكون رعاة
لا يغذّون أنفسهم
ولكن بالأحرى يقدّمون أنفسهم لله ولإخوتهم ،
ويجدون سعادتهم في ذلك.
ليس فقط بالكلام ، ولكن أيضاً في حياتنا،
نريد أن نكرر بتواضع ،
يوما بعد يوم ،
كلمتنا: "هاأنذا"

بواسطة إرشادِك
نريد أن نكون رسل
الرحمة الإلهية
مسرورون بالاحتفال كل يوم
بالذبيحة المقدسة على المذبح
ولتقدمة سر المصالحة لمن يطلبه

يا محامية ووسيطة النعمة
أنتِ المغمورة كليّاً
في عالم الوساطة الأوحد ليسوع
أطلبي لنا من الله
قلباً متجدّداً بالكامل
يحبّ الله بكل قِواه
ويخدم البشرية كما فعلتِ أنتِ.

كرّري للرب
كلمتك الفعّالة :
"ليس لديهم خمر" (يو 23) ،
لكي يرسل الآب والابن علينا
فيضاً جديداً من الروح القدس.

مليئاً بالعجب والامتنان
من استمرارية وجودكِ في وسطنا ،
وبآسم جميع الكهنة
أنا أيضاً أريد أن أصرخ :
مِنْ أَيْنَ لِي هَذَا: أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ أُمُّ رَبِّي؟ "(لوقا 143).

يا أمّنا الدائمة
لا تتعبي من زيارتنا
من مواساتنا ، ومساندتنا
تعالي لمساعتنا
ونجّينا من كل خطر يهدّدنا.

من خلال فعل التكريس والإيداع هذا
نود أن نرحب بكِ بطريقة
أكثر عمقا وأكثر جوهريّة ،
الى الأبد وبشكل كامل
في حياتنا البشرية والكهنوتية.

فليُزهر من جديد وجودُكِ صحراءَ وحدتنا
ولُيشرق الشمس على ظلامنا،
وليُعيد الهدوء بعد العاصفة ،
لكي ترى البشرية جمعاء خلاص الرب
الذي يحمل اسم و وجه يسوع
المنعكِس في قلوبنا
المتّحدة بكِ للأبد
آمين!

.

* * *

نقلته إلى العربية لورين غندور

رسالة البابا بمناسبة انعقاد ندوة الحوار المسيحي في سالونيكي اليونانية

الفاتيكان، الجمعة 2 سبتبمر 2011 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان – بعث البابا برسالة إلى الكاردينال كورت كوخ رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين بمناسبة انعقاد ندوة الحوار المسيحي في سالونيكي اليونانية تحت عنوان “شهادة الكنيسة في العالم المعاصر” عبر فيها عن تقديره الكبير لهذه المبادرة التي ينظمها معهد الروحانيات في جامعة أنطونيانوم الحبرية بروما و قسم اللاهوت في كلية الدراسات اللاهوتية بجامعة سالونيكي. وقال بندكتس السادس عشر في رسالته: “لم تتوقف الكنيسة عبر القرون عن الإعلان عن سر الخلاص المتمثل في موت وقيامة يسوع المسيح، إلا أن هذا الإعلان يحتاج اليوم لقوة متجددة في الكثير من المناطق التي سبقت غيرها في تقبل نور سر الخلاص”. أشار البابا في رسالته إلى أن “الأوضاع الحالية من ثقافية واجتماعية واقتصادية تفرض على الكاثوليك والأرثوذوكس التحديات نفسها، ما يمنح الأفكار المطروحة في الندوة أهمية مسكونية”. واختتم البابا مشيرا إلى ارتباط مدينة سالونيكي التي تُعقد فيها الندوة بالقديس بولس، فهو أول من بشر فيها، مؤكدا أن “الكرازة في العالم المعاصر تحتاج إلى مبشرين تحركهم القوة الرسولية نفسها التي ميزت القديس بولس”.