الفاتيكان، الخميس 8 سبتمبر 2011 (ZENIT.org). – أعلن البابا بندكتس السادس عشر خلال تعليم الأربعاء أمس أنه سيقوم في المرات المقبلة بالتعليق على بعض المزامير، وذلك في إطار “مدرسة الصلاة” التي أطلقها مؤخرًا خلال المقابلات العامة.
وكان الأب الأقدس قد سبق وأشار إلى أن كتاب المزامير هو “كتاب الصلاة” بامتياز.
هذا وتوقف قداسته في اللقاء الأول على المزمور الثالث المنسوب إلى داود، وقد كتبه المرنم خلال هربه من وجه ابنه أبشالوم الذي كان يريد قتله والسيطرة على مملكته.
لفت الأب الأقدس في مطلع التأمل إلى أن كل إنسان يستطيع أن يقرأ حياته ومشاعره على ضوء المزمور الذي يعبّر عن حالة كرب وصعوبة.
والمدهش في الكتاب المقدس أنه لا يستر المشاعر السلبية أو الخوف أو الشك، بل يفتح قلب الإنسان ببساطة أمام الله. فالمرنم يبدأ صلاته بالقول: “يا رب، ما أكثر مضايقي! كثيرون القائمون علي. كثيرون يقولون فيّ: ’لا خلاص له بإلهه‘”.
وأشار الأب الأقدس إلى أنه رغم أن المرنم يتحدث فورًا عن مصاعبه، إلا أنه يقوم بذلك بعد فعل إيمان بالله، فهو يتوجه إليه قائلاً “يا رب”. صراخه يبدأ باستدعاء الله.
ولفت إلى أن خبرة المرنم هي خبرة المؤمن العادي أيضًا، الذي يسعى الأعداء إلى تجربته ضد الإيمان، ضد الثقة بأن الله سيخلصه، واعتبر الأب الأقدس أن هذه التجربة هي أخطر تجربة: “إنها التجربة الكبرى التي يتعرض لها المؤمن، تجربة فقدان الإيمان والثقة بقرب الله”.
وتابع: “يتخطى البار التجربة الأخيرة، ويبقى ثابتًا على الإيمان وعلى ضمانة الحقيقة والثقة الكاملة بالله، فيجد بهذا الشكل الحياة والحقيقة”، وبهذا الشكل يلمسنا المرنم شخصيًا لأننا “في الكثير من الصاعب معرضون لتجربة أن نفكر بأن الله ربما لا يخلصني، لا يعرفني، ربما لا يستطيع ذلك؛ التجربة ضد الإيمان هي هجمة العدو الأخيرة، ويجب أن نقاومها فنجد الله ونجد الحياة”.
ودعا الأب الأقدس إلى الاقتداء بالمرنم الذي يتابع صلاته في حوار مع الرب، يدعوه باسمه ويعبّر عن حميمية علاقته معه.
والجواب الإلهي الذي يقبل الصلاة يعطي لصاحب المزامير ضمانة كاملة؛ لقد انتهى الخوف، والصراخ يخفت في رحاب السلام، في طمأنينة باطنية عميقة: “أضجع أنا وأنام وأستيقظ لأن الرب يسندني. لا أخاف ربوات الشعوب التي اصطفت علي من حولي”.
وختم البابا حاضًا المؤمنين إلى صلاة المزمور الثالث، الذي هو مزمور طلبة ملؤها الثقة والتعزية، لكيما يقتدوا بالمرنم الذي هو “صورة للبار المُضطهد الذي يجد في يسوع ملئه. في الألم، في الخطر، في مرارة عدم الفهم والإهانة، تفتح كلمات المزمور قلبنا على ضمانة الإيمان المعزية”.
وأكد البابا أن “الله قريب دومًا – حتى في الصعوبات، المشاكل وظلام الحياة – هو يصغي ويجيب ويخلص على طريقته. ولكن يجب أن نتعلم التعرف على حضوره وقبول سبله، كداود في هربه المذل من وجه ابنه أبشالوم، كالبار المُضطهد في كتاب الحكمة، وأخيرًا، وبشكل كامل، مثل الرب يسوع في الجلجثة”.