روما، الاثنين 12 سبتمبر 2011 (Zenit.org) – يدعو البطريرك بشارة الراعي إلى “الشركة” مع الله لكي يصبح المجتمع أكثر عدالة ويسود السلام في الشرق الأوسط. ويشير إلى المخاطر الرئيسية الثلاثة للثورات الراهنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقد اختتم البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارته الرسمية إلى فرنسا وسط جماعة ليل دو فرانس المارونية وأصدقاء فرنسيين من كنيسة لبنان، وذلك في سوران في كنيسة القديس لوفروا.
اهتمام السلطات الفرنسية
أجرى البطريرك الماروني الجديد، مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، زيارة رسمية إلى فرنسا (من 3 ولغاية 11 سبتمبر) تلبية لدعوة الرئيس ساركوزي: وهذا الأمر يعتبر تقليداً “تاريخياً” بعد انتخاب البطريرك الماروني الذي تعد زيارته في مرتبة زيارة رئيس حكومة. هذه الزيارة اتسمت بالأحداث التي قلبت ربيع وصيف بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط.
شكر البطريرك السلطات الفرنسية على استقبالها “الحار”، وتحدث عن تقليد الألفة “القديم” الذي يرقى إلى القرون الوسطى وإلى عهد ملك فرنسا القديس لويس.
بالنسبة إلى غبطة البطريرك بشارة الراعي، تتميز الرسالة التي يحملها بأهمية 1600 سنة من التاريخ وتندرج ضمن متابعة خدمة 76 بطريركاً سبقوه.
ويشدد على هذه المسؤولية تجاه “الكنيسة الكاثوليكية، كنيسة الشرق، والكنيسة المارونية”، والتي تتمثل في نقل هذا الإرث الروحي الخاص بلبنان ومسيحيي الشرق الأوسط أو المشتتين في العالم.
المخاطر المحدقة بـ “الربيع العربي”
قال البطريرك أنه “قدر الاهتمام” الذي أظهره له “الرئيس، السلطات، والشعب الفرنسي”، تجاه “لبنان ومسيحيي الشرق الأوسط”.
وإذ قدم تحليله للأحداث الراهنة، شدد على أن “كافة الشعوب بحاجة إلى العيش بشكل لائق وبحرية”.
كما عبر عن مخاوفه أمام ثلاثة أخطار رئيسية: أن تتحول الأحداث إلى “حرب أهلية”؛ أن “تتفكك الأمم إلى دويلات طائفية” تديرها “أنظمة أكثر تشدداً”؛ وأنه “ينبغي على المسؤولين في العالم والمجتمع الدولي أن يحرصوا على بناء سلام عادل ودائم، وعلى الوئام والأمان” في بلدان الشرق الأوسط.
“يستحق الشرق الأوسط أن يعيش بسلام، ويحق له أن يعيش كما يليق به”، شدد البطريرك الماروني داعياً المسيحيين إلى الصلاة بشفاعة سيدة لبنان لكي يتم عيش الشعار البطريركي الذي اختاره “شركة ومحبة”.
شركة مع الله وعدالة اجتماعية
وأوضح الراعي قائلاً: “أجل، نحن بحاجة إلى الشركة ببعدها العمودي، مع الله” في عالم “معلمن” بشدة: إنها شركة تتحقق في آن معاً “بالصلاة، بممارسة “الأسرار”، بالأمانة لـ “تعاليم الكنيسة”، شركة هي “في القلوب، ثمرة الروح القدس”.
وشدد البطريرك على أن هذه الشركة تتحقق أيضاً في بعدها “الأفقي”، في العائلات والمجتمع والدول، بالمحبة التي تسمح بـ “الفهم”، و”التحلي بالثقة” و”بناء مجتمع أكثر عدلاً وسلماً وهدوءاً”.
وبعد كلمته التي ألقاها بالعربية حول المواضيع عينها، اختتم البطريرك الصلاة بمباركة الحضور بأيقونة القديس شربل.
وشارك في اللقاء الأسقف المعاون في نانتير، المونسنيور نيكولا برويه، النائب العام للشرقيون في باريس، المونسنيور كلود بروسوليت، المونسنيور سعيد الياس سعيد، النائب البطريركي في فرنسا، خادم رعية سيدة لبنان ومدير المركز الفرنسي اللبناني. وقد استقبلهم الأب عبود شهوان، رئيس جمعية القديس شربل.
ورافق البطريرك المونسنيور سمير مظلوم، الزائر الرسولي للموارنة في أوروبا، والمونسنيور بولس مطر، أسقف بيروت، والمونسنيور رولان أبو جوده، النائب البطريركي.
أسبوع في فرنسا
بعد وصوله نهار السبت 3 سبتمبر إلى باريس، ترأس البطريرك نهار الأحد 4 سبتمبر القداس البطريركي في كنيسة سيدة لبنان، في شارع أولم. وفي اليوم التالي، التقى الرئيس نيكولا ساركوزي، رئيس الحكومة فرنسوا فييّون، وإنما أيضاً رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشيه، وزير الخارجية، وزير الدولة ألان جوبي، ووزير الداخلية كلود غيان، ورئيس الجمعية الوطنية برنار أكوييه.
بعدها، التقى بفريق جمعية الشرق، وبالكاردينال أندريه فان تروا، رئيس أساقفة باريس، ورئيس مجلس أساقفة فرنسا.
ولجمعية الشرق علاقات تاريخية مع الجماعة المسيحية اللبنانية: ففي عام 1856، نشأت “جمعية مدارس الشرق” التي تعنى بمساعدة الأطفال في لبنان.
كما كانت هذه الزيارة رحلة حج وفرصة للصلاة مع الموارنة والكاثوليك في فرنسا. وزار البطريرك لورد ومرسيليا والتقى بالجماعة المارونية وبأسمى السلطات المدنية والكنسية في المدينتين.
هذا ويتوفر شريط مصور قصير عن رحلة الحج إلى لورد مع بعض الكلمات التي قالها البطريرك، وذلك على العنوان التالي على شبكة الإنترنت:
تجدر الإشارة إلى أن المونسنيور بشارة الراعي، أسقف جبيل، انتخب في 25 مارس الفائت ليخلف الكاردينال نصر الله بطرس صفير البالغ من العمر 91 عاماً والذي قاد الكنيسة المارونية طيلة 25 سنة.
في فرنسا، وبحسب إحصائيات جمعية الشرق، تضم الجماعة المارونية 80000 عضو يعيش 50000 منهم في منطقة باريس.