بقلم كيارا سانتومييرو
روما، الأربعاء 14 سبتمبر 2011(Zenit.org)– إن إثبات ثقافة معممة من الصراع خلال السنوات العشر الأخيرة هو أحد أبرز تأثيرات الاعتداء على البرجين التوأمين في نيويورك في 11 سبتمبر 2001، حسبما أعلن المؤرخ أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو خلال افتتاح المؤتمر: “قدرنا أن نعيش معاً. ديانات وثقافات في حوار”. وكان قد افتتح اللقاء نهار الأحد 11 سبتمبر، بحضور 300 زعيم ديني من العالم أجمع.
وقال أن ثقافة الصراع المعممة التي “كانت تبدو أنها تحمي” كانت تعبر في الواقع عن “مخاوف وعذابات عالم معلمن ومضطرب ومهدد من كل الجهات”. في هذا السياق، بدا الحوار “ساذجاً بشكل خطير”، والحرب “وسيلة لإثبات الحق، والدفاع عن النفس، ومكافحة الإرهاب”.
تابع ريكاردي قائلاً: “كروح أسيزي التي ميزت اللقاء الذي أراده يوحنا بولس الثاني سنة 1986، خلال الحرب الباردة، كل شيء بدا مثالياً عندما دعا زعماء الأديان للصلاة من أجل السلام مشدداً على الرابط بين الديانات وبناء السلام”.
أمام هذه الثقافة، لا بد اليوم من تجديد الإرادة من قبل كافة الديانات، لا بد من “نفحة جديدة” تنعش الرجاء حول كلمة “السلام” وترشد الضمائر نحو مصير مشترك.
وأقر ريكاردي: “إن التحدث اليوم عن السلام في خضم الأزمة الاقتصادية يبدو كمالياً. والحالة أن هذا الأمر هو ضرورة، ففيما تثير هذه الأزمة الخوف في العالم، وتجعلنا معرضين لخطر “التركيز أكثر على أنفسنا ومجتمعاتنا، وتعزيز خصوماتنا”، تسمح مضاعفة الجهود على هذه الدرب بالتوق إلى مزيد من الأمان أمام الإرهاب، إلى “تنمية التعايش في المدن المشحونة بالتوترات”.
وشدد أندريا ريكاردي على أن “الديانات تظهر أن البشر يقومون برحلة كبيرة واحدة”.
إنها عملية تتطلب “الحكمة” و”التعاون”، حسبما شدد بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، غبطة البطريرك دانييل الذي قال أنه مقتنع هو أيضاً بأن هذا الزمن المتسم بأزمة مالية واقتصادية، إذا ما تم تفحصه بشكل مسؤول، تحول إلى “زمن ملائم” لتعزيز “حكمة تعايش سلمي”. لذلك، هناك حاجة إلى “أشكال جديدة من التواصل” و”التعاون” قائمة على إرادة “حفظ وتنمية الهبة المقدسة للحياة البشرية على كوكبنا”.
وقال شير ياشوف كوهن، كبير حاخامات حيفا السابق: “نحن الذين نعيش في الأراضي المقدسة، نعلم جيداً أن السبيل الأوحد للصمود في بلادنا الحبيبة يكمن في مكافحة البغض وتعزيز السلام والأمان والتفاهم”.
إضافة إلى ذلك، شدد قائلاً: “الأراضي المقدسة، بالنسبة إلى أتباع اليهودية والإسلام والمسيحية، يجب أن تكون حافزاً لاتحاد الناس مع بعضهم البعض، لمنع تفشي الدماء والبغض والتنافر.”أيها الأحباء، زعماء الإيمان، فلنعلم مؤمنينا أن يضعوا حداً لهذه الجريمة الفظيعة. فلنتعلم العيش معاً واحترام بعضنا البعض…”.
من جهته، ذكر سيري أنور ابراهيم، العضو في البرلمان الماليزي بأن “الإسلام ليس دين رعب وعنف وليس متعارضاً أبداً مع المساواة والعدالة والكرامة الإنسانية”. وأوضح قائلاً: “الجهاد يجب أن يُفهم من قبل ممارس مسلم فقط كـ “تطهر روحي”، دعوة إلى نفس المؤمن لكي يمارس عقائد الديانة بصنع الخير وتلافي الشر، بتأسيس العدالة، بتعزيز المحبة ومساعدة الضعفاء والفقراء”.
ختاماً، قال: “على هذا المبدأ، يجب أن تتأسس العلاقة بين الإسلام والغرب”. ومع مجيء “الربيع العربي”، نرجو أن تسقط الأحكام المسبقة القديمة والتأويلات القديمة: فالإسلام والديمقراطية متناغمان تماماً”.