روما، الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 (Zenit.org) – بحث الممثلون عن 17 بلداً في أوروبا في الإسهام الذي يستطيع العمل الرعوي الجامعي أن يقدمه للكرازة الإنجيلية الجديدة، حسبما يشير بيان صادر عن اتحاد مجالس أساقفة أوروبا.
من 16 ولغاية 18 سبتمبر الجاري، عقد في مدريد بإسبانيا لقاء ضم الممثلين الوطنيين عن العمل الرعوي الجامعي الخاص باتحاد مجالس أساقفة أوروبا.
المسؤول عن العمل الرعوي الجامعي الخاص بمجلس أساقفة إسبانيا، المونسنيور أغوستين كورتيس سوريانو، أسقف سانت فيليو دي يوبريغات، تحدث في تحيته عن تجربة أيام الشبيبة العالمية في مدريد مشدداً على نقطة في غاية الأهمية في هذه التجربة وهي تصنيف المشاركين في هذه الأيام العالمية. بحسب الإحصائيات، كان المشارك النموذجي طالباً جامعياً يتراوح عمره بين 22 و23 سنة. لذا، لا بد من التفكير بأساليب تساعد على استمرارية تجربة الإيمان والشركة الكنسية التي اختبرها هؤلاء الشباب خلال أيام الشبيبة العالمية، بعد عودتهم إلى جماعاتهم وبلدانهم.
أما المونسنيور مارك جيدرازيفسكي، رئيس قسم “الجامعة” في لجنة “التعليم الديني، المدرسة والجامعة” التابعة لاتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا، فقد أشار من جهته إلى شخصية الطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي لطالما استلهم خلال حبريته من التجربة التي عاشها كأسقف شاب في كراكوفيا، عندما كان يؤسس علاقات متواصلة مع الأساتذة والشباب الجامعيين. في رؤيته النبوية عن الحاجة إلى الكرازة الإنجيلية الجديدة، لطالما أعطى العمل الرعوي الجامعي مكانة مميزة في الحوار بين الثقافة والإيمان.
بعدها، تعمق دون أغوستين ديل أغوا، خبير اللجنة، في مسألة السياق الذي يجب التحدث فيه عن الله، السياق الذي غالباً ما يكون غير مبال وعدائياً، مما يستلزم مجهوداً فكرياً، قدرة على الإصغاء فعلياً للمحاورين، وبخاصة شهادة حياة من جهة الذي يعلن الإنجيل في الأماكن الجامعية.
من جهته، قدم المحترم فيرنك جانكا، أمين سر اللجنة، نتائج المؤتمر الذي عقد في ميونيخ (ألمانيا) في شهر يناير الفائت، ووصف المراحل الرئيسية لعمل اللجنة ابتداءً من سنة 2006 ولغاية سنة 2011. فاللقاءات العديدة التي نظمت خلال هذه السنوات قدمت نقاطاً مرجعية للنشاط المستقبلي لقسم “الجامعة” التابع للجنة. وفي هذه السنوات، توسعت شبكة المسؤولين عن العمل الرعوي الجامعي في أوروبا وأصبحت تشكل سبب رجاء للكرازة الإنجيلية الجديدة في القارة.
باختصار، استعرض المونسنيور نيكولا إيتيروفيتش، أمين عام سينودس الأساقفة، السينودس موضحاً كيف ظهرت فكرة التبشير الإنجيلي الجديد، ومقدماً مقترحات المجالس الأسقفية الـ 113، السينودسات الـ 13 للكنائس الكاثوليكية الشرقية، والمديريات الفاتيكانية الـ 26، ورؤساء ورئيسات مختلف الرهبنات.
شدد المونسنيور إيتيروفيتش على خاصية الكرازة الإنجيلية الجديدة التي تتميز عن النشاط الاعتيادي للكنيسة وعن الرسالة إلى الأمم. فالكرازة الإنجيلية الجديدة موجهة للمعمدين الذين ليس عندهم إيمان حي أو ممارسة كنسية. يجب أن يُعلَن لهم الإنجيل بحماسة جديدة، وبأساليب وتعابير جديدة.
كما شجع المونسنيور إيتيروفيتش المشاركين مذكراً إياهم بأن العمل الرعوي الجامعي هو بالتأكيد مجال تستطيع فيه العناية الرعوية الكنسية أن تقدم إسهاماً أساسياً في الكرازة الإنجيلية الجديدة. إضافة إلى ذلك، طلب منهم صوغ مقترحات ملخصة وتقديم معطيات إحصائية قادرة على الإسهام في تأمل الآباء السينودسيين.
بعد ظهر السبت 17 سبتمبر، زار المشاركون متحف برادو حيث يمكن فهم الدور الثقافي والفني للديانة المسيحية في الماضي، من خلال جمال الفن وبخاصة الفن المسيحي. وإحدى المهام الأساسية للعمل الرعوي الجامعي هي أن يخدم كجسر بين الفن المسيحي القديم والأجيال الحاضرة، بين الجمال المعبر عنه في الفن وجمال الله.
وتخللت اللقاء فترات صلاة جماعية. ونهار الأحد 18 سبتمبر، أقيم الاحتفال الافخارستي الذي ترأسه المونسنيور إيتيروفيتش في كابيلا مجلس أساقفة إسبانيا المزينة بالفسيفساءات الرائعة لماركو إيفان روبنيك، وهي تحفة فنية استثنائية تتمحور حول الخلافة الرسولية.
هذا وسيعقد اللقاء المقبل للممثلين الوطنيين في روما خلال لقاء الطلاب الجامعيين الذي ينظمه مكتب العمل الرعوي الجامعي التابع لنيابة روما، وذلك من 27 أبريل ولغاية الأول من مايو 2012، بمناسبة الذكرى الأولى لتطويب يوحنا بولس الثاني.
تجدر الإشارة إلى أن اتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا يضم رؤساء المجالس الأسقفية الثلاثة والثلاثين الموجودة حالياً في أوروبا، والممثلة بحكم القانون برئيسها، إضافة إلى رؤساء أساقفة لوكسمبورغ، وإمارة موناكو، وقبرص للموارنة، وأسقف تشيسيناو (مولدافيا). ويترأس الاتحاد الكاردينال بيتر إردو، رئيس أساقفة اتزرغوم – بودابست، أسقف المجر. ونائبا رئيسه هما الكاردينال جوزيب بوزانيك، رئيس أساقفة زغرب، والكاردينال جان بيار ريكار، رئيس أساقفة بوردو. كما أن الأمين العام لاتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا هو الأب دوارتي دا كونها. ويقع مقر الأمانة العامة في سويسرا، في سانت غالن.