لوسيرفاتوري رومانو تشجب القضاء على حياة الأطفال المصابين بأمراض وراثية

روما،الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 (Zenit.org) – في مقالة معنونة “إزالة غير الكامل”، تشجب لوسيرفاتوري رومانو – بقلم الاختصاصي في علم الرضاعة كارلو بيلييني – اختفاء الأطفال المصابين بأمراض وراثية من حولنا. هؤلاء الأطفال المرفوضون من قبل وسائل الإعلام، والمحجوبون من قبل أهلهم، والخاضعون لعمليات الإجهاض هم ضحايا مجتمع عاجز عن قبول الاختلاف. وإحدى التبعات الأخرى لهذه الظاهرة تتمثل في أنها تعيق إيجاد العلاج.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يشجب كارلو بيلييني: “هذا ما نلحظه عندما ننظر حولنا: لم نعد نرى أطفالاً “غير كاملين”، مصابين بأمراض وراثية”.

هؤلاء الأطفال “المرفوضون من قبل وسائل الإعلام، والمبعَدون من قبل أهلهم عن مجتمع لم يعد يتقبلهم (…) وإنما الخاضعون بخاصة لعمليات الإجهاض” “يُكشفون بشكل مطلق قبل الولادة، وما أن يُكشفون حتى يُمنعون في معظم الأحيان من الولادة. الأمر الخطير هو أن هذه الغربلة وهذا الانتقاء لا يذهلاننا بعد الآن: هذا هو المعيار”.

يذكر الاختصاصي في علم الرضاعة أن 96% من الأجنة المصابين بمتلازمة داون في فرنسا يتم إجهاضهم، ومؤخراً “أعلنت نائب باريسية في البرلمان: “السؤال الفعلي الذي يشغلني هو لم تبقى نسبة 4% منهم؟”.

في بلدان كثيرة، حسبما يتابع كارلو بيلييني، “يُقترح على كافة النساء الحوامل البحث عن عوامل تشير إلى متلازمة داون لدى الجنين في دم الأم” سواء من خلال بزل السائل الأمنيوسي أو من خلال تحديد علامات متلازمة داون (الشفافية القفوية، عظمة الأنف) على الأجنة خلال التصوير السمعي التخطيطي.

ويوضح قائلاً: “إن اختفاء الأفراد المصابين بإعاقة وراثية من المشهد الاجتماعي ناتج عن سبب آخر: عجز المجتمع عن قبول الاختلاف ثقافياً وحياء العائلات التي تشعر بأنها وراثياً خارجة عن القانون وتبقي الطفل المريض داخل المنزل”.

كما يتحدث كارلو بيلييني عن نتيجة أخرى لـ “الانخفاض العددي الناتج عن الانتقاء ما قبل الولادة وعن التهميش الاجتماعي: مما يعيق البحث عن علاجات”. “إن كان هناك استثمار اقتصادي لمعالجة الأمراض الوراثية” في مثل حجم “ذلك الموجود لمنع المرضى من الولادة، لتم التوصل إلى تقدم ملحوظ”.

ويحذر الاختصاصي قائلاً: “الأمراض الوراثية هي من دون شك غير مرغوب فيها، لكن يجب ألا تجعل المريض نفسه غير مرغوب فيه”.

كما يدعو إلى مزيد من التضامن وإلى إعلام صحيح ومتوازن. وفي مقالة لوسيرفاتوري رومانو، يشجب الاختصاصي في علم الرضاعة وسائل الإعلام التي في معظم الأحيان “ترسم صورة عن الإعاقة غالباً ما تقترب من الشفقة العقيمة، عندما لا تضع المعوق في برامج مثيرة”.

على العكس، “الواقع المبتكر يسبب الألم أكثر من الواقع الفعلي”. “وفي عالم يشوبه الخوف، يصبح البحث عن النقص والقضاء على المريض “غير الكامل” قاعدة اجتماعية مشتركة يعرفها الجميع: إننا أمام ابتذال للشر لم يعد يزعج أحداً”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير