روما، الثلاثاء 27 سبتمبر 2011 (Zenit.org) – أكثر من 200000 شخص اجتازوا سيراً على الأقدام مسافة تزيد عن 24 كلم بين مدينتي بيرودجا وأسيزي في إيطاليا، وذلك خلال المسيرة التقليدية من أجل السلام. منذ خمسين عاماً، تضم هذه المسيرة سنوياً في شهر سبتمبر العديد من الممثلين عن العالم السياسي وأعضاء من جمعيات علمانية ودينية.
هذه المسيرة التي دامت ست ساعات ضمت كشافة، ونقابات، ورعايا والعديد من الممثلين عن بلديات وأقاليم إيطالية، ومؤسسات ومنظمات وطنية ودولية، وكلهم ملتزمون بمكافحة الفقر، وبدعم العدالة الاجتماعية والمساواة في حقوق الشعوب، ضد كافة أشكال التمييز.
ومن بين الرايات الصغيرة والأعلام التي كانت تتطاير في الهواء، لوحظ بخاصة علم ترشح أسيزي وبيرودجا للقب عاصمة أوروبا الثقافية لسنة 2019. وكان يحمله عمدتا المدينتين.
يشدد نص تحضير وعرض المسيرة على ما يلي: “فقط بالنظر إلى تعقيد الصراعات التي تؤذي مجتمعاتنا، نستطيع أن نفهم أن لا سلام من دون السلام وسط الجماعات، في الشوارع، أو وسط العائلات، من دون احترام الحكام لمواطنيهم الذين ينبغي أن يعترفوا بحقوقهم، أو إن كان الاقتصاد الأقل واقعية والمنفصل عن العمل والإنتاج، يغني الغني ويُفقر الفقير”.
“كل ما يحصل لرجل أو امرأة في أي ناحية من العالم، حسبما يرد في النص المكتوب من قبل الجمعية المسيحية للعمال الإيطاليين، يجعلنا مسؤولين عن مصيرهما؛ وتجاهل الأمر يعني دعم هذا العنف الذي هو سبب غياب السلام في العالم”.
وتذكر الوثيقة الختامية للمسيرة بأن “أخوة الشعوب قائمة على الكرامة، على المساواة في الحقوق الأساسية، وعلى المواطنية الشاملة للأفراد الذين يشكلون شعوباً”. التحدي الراهن يتمثل في “أن يُترجم عملياً مبدأ الارتباط وعدم الانقسام الذي يميز حقوق الإنسان (المدنية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية) ويعاد تحديد المواطنية من حيث التضمين”.
لذلك، تقول ختاماً، ينبغي أن تكون في إيطاليا “حكومة سلام وسياسة متماسكة جديدة في كل مجال. لا بد من الاستثمار بعزم كبير في بناء أوروبا من المواطنين فدرالية وديمقراطية، ومنفتحة ومتضامنة وغير عنيفة، وجماعة متوسطية تقبل مطالبة الربيع العربي الاستثنائية بالحرية والعدالة، وتعرف كيفية تغيير هذه المنطقة الزاخرة بالأزمات والتوترات الكبيرة إلى محيط من السلام والرفاهية للجميع”.
