ولفت البيان الذي صدر عن بكركي أمس الأربعاء 28 سبتمبر 2011 إلى المراحل التاريخية التي شهدت دورًا فاعلاً وأساسيًا للبطريركية المارونية، دورٌ ما انفكّت البطريركيّة تعمل على ترسيخه أمينة لتاريخها، “حاملةً همّ الوطن وجميع أبنائه، بل همّ المنطقة المشرقية التي يرتبط مصير لبنان بمصيرها”، على حد ما ورد في البيان.
كما وعبّر البيان عن ألمه لما آلت اليه أوضاع الشعب اللبناني تاريخيًا، ولا سيما المسيحيين من بينهم، بسبب الحروب والتقاتل والاصطفافات السياسية مع المحاور الاقليمية والدولية.
وعبّر البيان عن رسوخ قناعة البطريرك الراعي بأن في الاتحاد القوّة، وقد برهن عن ذلك من خلال الدعوة الحثيثة إلى “الحوار والتفاهم ورصّ الصفوف والخروج من منطق الحرب إلى منطق السلم، والى تغليب روح الشركة والمحبّة في علاقاتهم ومسؤولياتهم”.
ولفت البيان إلى مختلف اللقاءات الهامة ومن بينها لقاء القادة الموارنة ولقاء النوّاب الموارنة. وأيضًا إلى اللقاء مع رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النوّاب ورئيس مجلس الوزراء، ورؤساء الطوائف اللبنانية والأحزاب والتكتلات، “ومن ثمَّ مع المرجعيّات الدوليّة وزياراته إلى الدول التي تربطها بلبنان علاقات تاريخية ولها اهتمامات بالأوضاع فيه وفي سائر بلدان المنطقة”.
وشرح نداء الأساقفة أن الزيارة إلى فرنسا جاءت في هذا الإطار “إحياءً لتقليد عريق في العلاقات بين هذه الدولة الكبرى والبطريركية المارونية، مناسبة كي يتبادل الآراء مع المسؤولين الكبار فيها، وكي يشهد للحقيقة بجرأة وشجاعة، ويطالب الأسرة الدولية أن تتحمّل مسؤوليتها في نشر العدالة والمساواة، ورفع الظلم عن الشعوب، من خلال السهر على تطبيق قرارات مجلس الأمن تطبيقًا عادلاً، والعمل على وقف الحروب وإحلال السلام في المنطقة”.
وختم البيان بالدعوة التالية: “في هذه الظروف الصعبة التي تهدّد وجودنا ودورنا ورسالتنا، كلبنانيِّين عامّة ومسيحيِّين خاصة، فلنعد جميعًا إلى أصالتنا، نحن اللبنانيين، ولنشبك الأيدي، ولنجلس إلى طاولة حوار أخوي صادق شفاف، نلقي فوقها هواجسنا وشكوكنا، ونجدّد الثقة بعضنا ببعض فنقوى جميعًا ويقوى بنا لبنان”.