“الأحزاب الأكثر تنظيمًا هي أحزابُ الأخوان المسلمين والسلفيين التي ربما ستنجحُ في الحصول على عددٍ كبير من الأصوات. من جهةٍ أخرى، هناك عددٌ لا بأس به من الذين يطلبون نظامًا ديمقراطيًا حقيقيًا يحترمُ حقوق الجميع”، هذا ما قاله لوكالة فيدس صاحبُ السيادة المونسنيور يوهانس زكريا، أسقف الأقباط الكاثوليك في الأقصر.
“لابدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّه ومنذ عام 1952، تأريخ ثورة جمال عبد الناصر، وحتّى اليوم، حكمَ مصر نظامٌ عسكري لم يُحضّر المجتمع للديمقراطية”، قال المونسنيور زكريا، مضيفًا بأنّ “النظام السابق نشّأ مواطنًا طيعًا: يأكل، يعمل، يتزوج، ولكن ليس عليه أن يفكّر. يُدرَكُ عندها لماذا يعطي المصريون الهوية الدينية أهميةً كبيرة، حتّى على الصعيد السياسي، فهي الوحيدة التي يعرفونها”.
“مشكلة مصر الأساسية اليوم هو الجهل السياسي، إذ ينتهي كلّ شيء ليأخذ طابعًا دينيًا”، قال أسقف الأقصر وأضاف: “وهذا ينطبقُ على المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء. فكلّنا بحاجة إلى النضوج سياسيًا”. وقدّم الأسقف مثالاً واقعيًا: “نعملُ حاليًا هنا في الأبرشية بصورةٍ مكثفة لزرع الحسّ النقدي والمسؤول بين المؤمنين. وفي لقاءٍ أخير مع مجموعة من الشباب، أثرتُ إعجابهم عندما أكّدتُ بأنه إذا كان هناك مرشّح مسلم أراه حقًا ملائمًا لمنصبٍ مهم في الدولة، سأنتخبه دون أيّة مشكلة. لأنني لا أنظرُ إلى دين المرشحين بل إلى نوعيتهم الإنسانية والسياسية. وبقي الشباب مصدومين من تصريحاتي هذه. فأجبتُ بأنّه لا يحتاجُ في السياسة النظر إلى دين المرشحين بل إلى أفكارهم حول مواضيع مثل النموّ الاقتصادي”.
“هذه النقطة حساسة جدًا في الأقصر لأنّ الناس بدأت تعاني مع انهيار السياحة”، أكّد المونسنيور زكريا مضيفًا: “ولذلك كان هناك ارتفاع حاد في مستوى الجريمة لأنّ الناس تعاني من الجوع. وحول هذا الاحباط يتحمّلُ المسؤولية جميعُ أعضاء النظام السابق الذين شجّعوا الأشخاص الأكثر يأسًا على ارتكاب جرائم أو أعمال إرهابية. ويثيرُ التغييرُ الديمقراطي المصري مخاوفَ بعض الدول المجاورة، لأنّ الديمقراطية في مصر مثالٌ لشعوبها أيضًا