البطريرك الراعي يلتقي رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان

زيارة البطريرك إلى تركيا، اليوم الثالث

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تركيا، الاثنين 2 أبريل 2012 (ZENIT.org). – إلتقى غبطة البطريرك الراعي، رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قبل ظهر السبت 31 مارس 2012 في اسطنبول لمدة ساعة ونصف الساعة، في حضور نائب رئيس الحزب الحاكم والعضو في البرلمان التركي عمر شليك، والمستشار سفير تراب، ورئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورميز، وعرض لقضايا الموارنة في تركيا، وتحديداً في إنطاكية، إضافة الى موارنة حلب، وإمكانية إستعادتهم لممتلكاتهم، وعودة موارنة قبرص الى قراهم في قبرص الشمالية.

وأشاد أردوغان بأهمية زيارة البطريرك الراعي الى تركيا، “نظرا لما تكتسبه من بعد، كونها تأتي في وقت يحتاج فيه الجميع الى الحوار والمصالحة”، لافتاً الى “أن هذه الزيارة لم تشهدها تركيا منذ أيام السلطنة العثمانية”، وقال غبطته: “نحن نولي أهمية بالغة لإستقرار لبنان، ونثني على دوركم في ذلك”.

وختم شاكراً له “هذه الزيارة التاريخية التي تساهم في تقريب المسافات، وفي تفعيل الحوار والتواصل بين الأديان والشعوب”.

بدوره شكر غبطة البطريرك الحكومة التركية على الدعوة الرسمية لهذه الزيارة، ناقلاً تحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومنوهاً ب “مساهمة تركيا في رفع شعار الحوار بين الأديان، مقابل الحديث عن صراع الحضارات والأديان”، وأعرب عن التطلع “الى المزيد من التعاون من حيث تلاقي الحضارات والأديان”، لافتاً الى أن لبنان “يشكل نموذجاً فريداً في هذا الإطار”.

بعدها زار البطريرك الراعي دار مطرانية السريان الأرثوذكس في اسطنبول، وكان في إستقباله وكيل البطريرك زكا عيواص الأول المطران يوسف سيليكس سينوف يوسف شاتيل ومجلس الملة وحشد من المؤمنين. وعلى وقع الترانيم السريانية والزغاريد، دخل غبطته الى كنيسة السيدة للسريان الأرثوذكس، حيث ألبس العباءة وسلم عصا الرعايا.

وبعد رفع الصلاة، وجه البطريرك الراعي تحية لأبناء الرعية، وقال: “أوجه تحية من القلب الى بطريرك أنطاكيا مار أغناطيوس زكا الأول عيواص العزيز على قلبي جدا، هو الذي يكن تقديراً ومحبة للبطريركية المارونية، علاقتنا مع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تتميز بروابط عميقة ونريدها أن تتواصل، من أجل الشهادة المسيحية في تركيا وفي الشرق الأوسط، ومن هذا الكرسي الأسقفي أحيي السلطات التركية من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية على الدعوة رسمية للقيام بهذه الزيارة، ونشكر لهم إهتمامهم بلقائهم ولقاء باقي الجماعات المسيحية في تركيا”.

أضاف: “وأعبر عن تقدير وإحترام كبير لهذه الدولة التي تحترم المسيحيين على أرضها وفي الشرق الوسط، ولمست منهم أن العلاقة بين تركيا والكنائس المسيحية ستلعب دورا هاما في السلام في الشرق الأوسط، ونحن اليوم علينا ان نجدد روابط الأخوة والتعاون في الوقت الذي يحتاج فيه العالم أكثر من أي وقت الى مثل هذه الروابط. وعلى المستويين الديني والكنسي التقينا برئيس الشؤون الدينية الدكتور قرقماز واليوم التقينا البطريرك المسكون برتليماوس الأول، كما التقينا بالأمس إخوتنا الأرمن الأرثوذكس والكاثوليك، واليوم نعود الى لبنان محملين بكنوز دينية على مستوى تلاقي الكنائس”.

وختم غبطته متمنياً عيد فصح مجيد للجميع.

بدوره رحب المطران شاتيل بزيارة البطريرك، متمنيا تكرارها ومثنيا عليها “لما تبثه من أمل في نفوس المؤمنين المسيحيين”.

وكان البطريرك الراعي قد التقى في بطريركية الروم الأرثوذكس في اسطنبول، بطريرك القسطنطينية برتليماوس الأول، الذي هنأ غبطته على توليه، متمنياً له “تحقيق رسالة مثمرة على رأس الكنيسة المارونية، لكونه شخصية قادرة على تقريب المسافات بين الأديان المختلفة، ليس فقط على صعيد الشرق الأوسط، إنما على صعيد العالم أجمع”، وقال: “أنا أعلم بالدور الهام الذي يمكن أن يلعبه البطريرك الماروني على نطاق واسع، ليس فقط بصفته رجل دين وحسب، وإنما رجل حوار وانفتاح على المجتمعات والمذاهب والأديان كافة”.

ورحب برتليماوس بزيارة البطريرك الراعي الى تركيا، لافتا الى “أن الكنيسة الأرثوذكسية قلقة بدورها على وضع المسيحيين في الشرق، لذلك هي تعمل على عقد مؤتمرات عدة في هذا السياق”، وأمل أن يحقق الربيع العربي “ظروفا جيدة للمسيحيين، وإلا فإن هذا الربيع سيتحول الى شتاء”.

بدوره أعرب صاحب الغبطة عن تقديره العميق لبرتليماوس الأول، داعيا إياه لزيارة البطريركية المارونية في لبنان، مثمنا الدور الذي تلعبه الكنيسة الأرثوذكسية في إطار الحوار العالمي بين الأديان والعلاقات في ما بينها. ونوه بأهمية زيارته لتركيا، لما لمسه من خلال اللقاءات الرسمية التي عقدها، من انفتاح على الديانة المسيحية.

كما تحدث البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في ختام زيارته الرسمية الى تركيا، الى وسائل الاعلام، موجزاً أهم المحطات التي شهدتها هذه الزيارة بدءاً من اللقاءات مع السلطة السياسية المتمثلة برئيس الجمهورية عبدالله غول، رئيس مجلس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو ورئيس الشؤون الدينية محمد قرقماز، ومن ثم لقائه برؤساء سائر الكنائس الارثوذكسية والارمنية والسريانية، شاكرا الحكومة التركية على كل ما قدمته وتقدمه للبنان في سبيل دعم واستقراره ونموه.

وأبدى البطريرك الراعي تقديره للدعوة الرسمية، التي قال إنها اتاحت امامه الفرصة لمزيد من التواصل والتعاون مع الحكومة التركية “من اجل دعم الاستقرا
ر والسلام في المنطقة وتعزيز الحوار بين الاديان، فضلا عن مزيد من التقارب والتكامل مع الكنائس الموجودة في تركيا”.

ولفت الى ما لمسه لدى السلطات التركية “من حرص على ان لا يلحق بالمسيحيين اي ضرر في اي من بلدان المنطقة”، وقال: “أعربنا عن دعمنا لتطلعات ورغبات الشعوب العرب التي تجدد في الحياة الوطنية والاجتماعية وعن تقديرنا لما يرغب به ويصبو اليه كل الشعوب لانه هو الادرى ماذا يريد. ولذلك نحن نبارك ونرحب باي سلطة يريدها الشعب تصل الى الحكم بطريقة شرعية في اي بلد كان. جل ما نرغب به ان تعمل كل سلطة من اجل الديموقراطية والحريات العامة وكرامة الانسان وحقوقه”.

وأكد أن الزيارة الى تركيا “حققت بنجاح كل ما كانت تصبو اليه من اهداف. وأبرزها الصداقة والتعاون بين لبنان وتركيا وبين البطريركية المارونية والسلطة المحلية، العلاقة والنشاط المسكون مع الكنائس، والدعاء بان يكون الربيع العربي ربيعا حقيقيا في كل بلد بحسب حاجاته”، لافتا الى “التطلعات المشتركة نحو السلام والاستقرار في الشرق الاوسط مع الدولة التركية لكي يواصل مسيحيوه ومسلموه معا رسالتهم في عيش شهادة الحضارة لهذا الشرق وللغرب”.

ورداً على سؤال حول رأيه في اجتماع “اصدقاء سوريا” في تركيا المزمع عقده غدا في اسطنبول قال صاحب الغبطة: “لقد سمعنا بالاجتماع وإننا نجدد مباركة كل الجهود التي تسعى الى وضع حد للعنف والحرب وسقوط الضحايا والوصول الى حلول سلمية ترضي الجميع وتحقق طموحات الشعب”.

وأجاب رداً على سؤال يستوضح ما قاله لوكالة رويترز انه ميّز في حديثه “بين النظام السوري الذي لا يحترم حقوق الانسان والديموقراطية وبين الدولة السورية غير الدينية والتي لا تميز بين الاديان وهي اقرب الى الديموقراطية كدولة، ما نرغب به ونتطلع اليه هو ان تصل سوريا الى نظام يحترم الديموقراطية والتنوع وحاجات الشعوب”.

وعن التخوف على مصير المسيحيين وتكرار السيناريو التونسي او المصري وحلول انظمة عدائية متشددة، قال: “إن ما صدر من وثائق وبيانات وما سمعناه مؤخرا يطمئن من جهة تطابقه مع قناعاتنا بوجوب فصل الدين عن الدولة واحترام الحريات العامة والتنوع الديني في ظل نظام ديموقراطي وهذا ما توافقنا به في الرأي مع السلطات التركية”.

بعدها توجه صاحب الغبطة والوفد المرافق لزيارة مسجد السليمانية وهو أكبر مساجد تركيا وأقدمها ليغادر من بعدها عائداً الى بيروت.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير