الأردن، الاثنين 30 أبريل 2012 (ZENIT.org). -  بخطوة ليست الأولى من نوعها، لمع نجم الإعلام المسيحي من جديد في الفضاء الإعلاميّ وتميّز وتألق، وهذه المرّة في الأردن، مع افتتاح مكتب نورسات الجديد لترفرف مرّة أخرى راية الحرّية والحقيقة في أرض الشرق مهد المسيحيّة، وتنشر الفضائية من جوار نهر المعمودية، بشرى فرح في الأردن والمنطقة، تضيف بذلك إلى سجلها الإعلامي العريق ولادة جديدة في خدمة البشارة.

الافتتاح أقيم في الأردن، بحضور ورعاية بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال، السفير البابوي في الأردن المطران جورجيو لينجوا، رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية المطران كلاوديو ماريا تشيلي ممثـَلاً بالأب رامسين الحاج، ووفد من لبنان ترأسه المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس مجلس إدارة تيلي لوميار المطران رولان أبو جودة يرافقه رئيس مجلس إدارة نورسات ومدير عام تيلي لوميار ونورسات جاك كلاسي ومديرة البرامج ماري تريز كريدي، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم وأمين عامّ مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب بولس روحانا، وحشد رسمي وديني وإعلامي كبير. وقد تخلله افتتاح للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن وإطلاق موقع "أبونا" الإلكتروني بحلته الجديدة.

خلال الاحتفال، أكد كلاسي مرّة أخرى على سمو رسالة نورسات في عالمنا اليوم الذي يعيش في خطر وكأنما وحش استولى عليه ليفسد البشر فطرح السؤال الأهم " كيف يمكننا أن نتخيل استمرارية التاريخ في عالم تتنامى فيه دوافع المصالح الشخصية والقيم المادية وإشباع الملذات والنزوات؟ في عالم وضع الله جانباً؟ أما آن الآوان للأمة العربية أن تعود وتقود سباق التقدم والمعرفة والتنمية؟ مشدداً على السطحية التي تشوّه الإعلام والتلاعب الذي بات عنصراً واضحاً في "تسميم خلق الله" داعياً "الملوك العقلاء" أي "الإعلاميين الشرفاء" "أن يتنبهوا ليس فقط لمشكلات الحاضر وإنما للاضطرابات الآتية كذلك" بحيث "لا يكون الإنسان بعد الآن "السيد والمسيطر" على الطبيعة والحياة إنما المؤتمن عليها."

أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب بولس روحانا أشاد بنورسات المنبر الحرّ لكلّ الكنائس ولحوار الأديان والشاهدة الحيّة للإعلام من أجل الإنسان أينما حلت، مؤكداً أنّ "الإعلام المسيحي الذي تقوم به كلّ كنيسة منفردة، إما أن يكون مسكونياً أو لا يكون... بحيث يشهدُ الإعلاميّون... على أنهم مسؤولون عن "الكلّ" ومؤتمنون على "الكلّ"، لأن المسيح حاضر في "الكلّ"."

أمّا البطريرك فؤاد الطوال فوجد في المناسبة تلبية لتوصيات سينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط الداعية إلى "الاعتناء بالإعلام كطريقة لتنوير الرأي العام، وتثقيف الإيمان، وتعزيز الوحدة المسيحية وقيم المواطنة والمساواة، والحوار بين المسلمين والمسيحيين، حواراً جدياً وصادقاً، مبنياً على احترام حقوق الإنسان والتعددية والعيش المشترك السليم."

من جهته عبّر رئيس المركز الأب رفعت بدر عن "أهمية دور المركز في نشر روح المحبة التي تجمع مكونات المجتمع الأردني بدون استثناء" كما استعرض مهام المركز، موضحاً بأنه يشتمل على الموقع الإلكتروني للمركز "أبونا" ومكتب فضائية نورسات في الأردن التي تبث من بيروت.

مديرة مكتب نورسات في الأردن باسمة سمعان تكلّمت عن هدف المكتب في "خدمة البشرى السارة والسلام والمصالحة" من جوار نهر الأردن، هذه الرسالة التي أكد على أهميتها البابا مراراً والتي أعاد كلّ من السفير البابوي في الأردن المطران جورجيو لينجوا والأب رامسين الحاج ممثلاً رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية المطران كلاوديو ماريا تشيلي، التأكيد على أهميتها من خلال المهام التي سيؤديها كلّ من نورسات والمركز وأبونا في تعزيز التواصل والحوار والتفاهم والتعاون والسلام  بين الناس من جميع الأديان.

تلا الاحتفال، حفل عشاء جمع أسرة نورسات في الأردن مع الوافدين من المحطّة الأمّ في لبنان تمّ خلاله تبادل التذكارات والهدايا للمناسبة.