القديسة كلارا مثال لشبيبة اليوم
رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة سنة القديسة كلارا
بقلم لوكا ماركوليفيو
روما، الثلاثاء 3 نيسان 2012 (ZENIT.org)- بمناسبة سنة القديسة كلارا، وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة مميزة إلى المونسينيور دومينيكو سورنتينو، أسقف أسيزي، ونوسيرا أومبرا وغالدو تادينو لتبجيل أولى تلميذات القديس فرنسيس.
كرست القديسة كلارا نفسها للحياة الرهبانية بين سنة 1211 أو 1212 إذًا ها هي اليوم الذكرى المئوية الثامنة لتكريسها، على ضوئها افتتحت رعية أسيزي السنة اليوبيلية. أشار البابا في رسالته بمناسبة سنة القديسة كلارا إلى أن اعتناقها الحياة الرهبانية هي نعمة كالتي شهدتها أسيزي عندما ترهّب القديس فرنسيس أيضًا، وأضاف أن في ظل ركود الأديرة، لا تزال راهبات القديسة كلارا أشجارًا تثمر كلمة الإنجيل وتخدم الله. قال البابا في إشارة الى اليوم العالمي السابع والعشرين للشبيبة أن حياة القديسة كلارا والقديس فرنسيس لا تزال تحاكي هذا الجيل وتؤثر بخاصة في الشباب.
يرتبط تكريس القديسة كلارا نفسها للحياة الرهبانية بيوم أحد الشعانين، يوم زارت القديس فرنسيس لتجعله شاهدًا على اختيارها. كثيرون انتقدوا حياة القديس فرنسيس ولكن كلارا تأثرت به وانجرفت وراء توقه للمسيح فأرشد القديس فرنسيس تلميذته وحذرها من التعلق بالأشياء الدنيوية كما أوضح لها ألا تضع آمالا في هذا العالم لأنها ستُخَيّب فالأمل الوحيد هو الاتحاد بالمسيح.
كما تابع البابا قائلا أنه بحسب شهادة القديسة كلارا، تلقى القديس فرنسيس نفسه في كنيسة القديس داميان نبوءة دعوة أول تلميذة له عندما حاكاه المصلوب وأخبره أن هذا المكان ستقطنه نساء يسبحن الرب. كانت كلارا فتاة جميلة جدّا ولكن القديس فرنسيس استطاع أن يبين لها أن الجمال الحقيقي هو الذي لا يقاس في مرآة الغرور بل الذي يتكون في حياة حب على خطى المسيح المصلوب. عارض والد كلارا قرارها ولكن أمها وأختها شجعتاها فاضطرت للهروب من منزلها ليلة أحد الشعانين وظلت ملاحقة حتى الملجأ الذي هيأه لها القديس فرنسيس: كانوا يحاولون إعادتها عن قرارها ولكن عبثًا. شدد البابا على أن دعوة كلارا لم تكن ممكنة لولا مباركة الأب غيدو وهو كاهن توجه مرة في الكنيسة نحوها ووضع في يدها سعفة نخيل.
إن حياة كلارا الرهبانية مرتبطة ارتباطا شديدا بأسيزي، فقد أنقذت هي وأخواتها بصلواتهن البلدة من الدمار والعنف، كما شرح البابا أن اهتداء كلارا هو اهتداء حب، اهتداء شابة تركت حياة الترف ولكن كسبت جمال الروح الذي يتجلى من تسبيح الله وتقديم الذات له.
لم تختلف القديسة كلارا عن معلمها فهي أيضًا مثال للفقر وقد حيرت لوقت طويل الحبر الأعظم الى أن انحنى أمام عظمة قداستها. استنادا الى ما قاله البابا بندكتس السادس عشر، يجب أن يظل القديس فرنسيس والقديسة كلارا مثالا لشبيبة اليوم حتى وإن فصلت أجيال بيننا وبينهم فتأثيرهم لا يزال يهيمن علينا في عصر تملأه الأوهام وكل شيء فيه يبدو ممكنًا ومسموحًا.
ختم البابا رسالته بالقول أننا لا نزال نجد اليوم شبابًا يتركون كل شيء ويلبون دعوة المسيح، ويكرسون ذاتهم له، ويضعون أنفسهم في خدمة الله والآخرين، مواجهين بشجاعة وأمل طريق الحياة. أخيرا، أعطى البركة الرسولية لرعية أسيزي مع بركة خاصة لراهبات دير القديسة كلارا.
***
نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية