–
"نُباركُ الربَّ دائمًا ونُسبِّحُ قيامَتَه"
زحلة، الأحد 8 أبريل 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي رسالة الفصح للمطران عصام درويش، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة البقاع للروم الملكيين الكاثوليك.
* * *
القيامة 2012
المسيح قام .. حقا قام
“نُباركُ الربَّ دائمًا ونُسبِّحُ قيامَتَه”
بهذا النشيد وفي هذا اليوم السني، يوم القيامة المجيد، أتمنى لكم فصحا مباركا ومقدسا، وأسأل المخلص القائم من بين الأموات، أن يبارككم وينعم عليكم بفرح قيامته. وأدعوكم لنسير معا في طريق القيامة وأن يكون المسيح الناهض رفيق دربنا وحياتنا.
المسيح القائم “أحبنا وبذل نفسه عنا ” (غلا2/20)، وأعطانا بصليبه وموته بعدا جديدا لحياتنا، فبالرجاء نتخطى آلامنا وبثقتنا به نغلب العالم “فَمَعاذَ الله أنْ أفتَخِرَ إلا بصليبٍ ربِّنا يسوعَ المسيح، الذي به صُلبَ العالمُ لي وأنا صُلِبتُ للعالم” (غلا6/14).
ظلمة ونور
مازال العالم الذي علّق المسيح على خشبة يفضل الظلمة على النور، والخطيئة على النعمة، والموت على الحياة. مع ذلك فالبشرى الحسنة مازالت تتردد على شفاه الذين آمنوا بأن موت المسيح كان موتا خلاصيا، لقد قدّم لنا موته ليقضي على موتنا، ودُفن في قبر لِنَدفُنَ فينا خطيئتنا، قَبِلَ أن يكون في الظلمة لنعاين النور، مات لنحيا، وموته هذا كشف شغفه فينا وشفقته علينا وحبه لنا، معه لم يعد الموت عقوبة بل فعل تجلي ومحبة وغفران. سار بصمت نحو الصليب وقبل طوعا ظلمة القبر ليبعث فيه نورا أبديا لا يغرب، وحياة أبدية للمائتين، كما نرنم في تقاريظ جناز المسيح”يا مسيحُ الحياة قد وُضعتَ في قبرٍ وبموتكَ لا شيتَ سلطانَ الموت وأنْبَعتَ للمسكونةِ الحياة”. قد دخل يسوع مملكة الموت ليَغمرَ نورُه ظلماتها فيجتاز الموت ويبشرنا بضياء القيامة.
في يوم القيامة تحتفل الكنيسة بسر الخلاص بكامله فترنم “قم يا رب لنصرتنا وافتدنا من أجل اسمك” (صلاة السحر وجناز المسيح)، إن قيامة المسيح هي قيامة الجميع وزمن القيامة هو زمن ليس له مساء، زمن فرح وبهجة ورجاء “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به”.
تبدو لنا ليترجية الفصح كوثبات فرح وابتهاج، إنها عبارات مقتضبة تدعو لتذوق نشوة الانتصار “اليوم يوم القيامة، فلنتفاخر أيها الشعوب، فالفصحُ فصحُ الرب، لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء”، “أمسِ دُفنتُ معكَ، أيها المسيح، واليوم أنهضُ معكَ بقيامتك” (صلاة السحر). هذه الأناشيد الفصحية تدل بوضوح على وحدة الصليب والقيامة، فالمحبة الإلهية ابتلعت الموت، والفرح دخل العالم: “هوذا الفرح قد شَمِلَ العالم كُلَّهُ بالصليب”. هكذا نفهم أن الفصح هو عبور من الظلمة إلى النور، من الفساد إلى الخلود، من العدم إلى الوجود ومن الموت إلى الحياة “المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة، ومن الأرض إلى السماء” (صلاة السحر).
في هذا الفصح المجيد، أغتنم هذه الفرصة لأتمنى لكل واحد منكم صغارا وكبارا، شبابا وكهولا، رجالا ونساء، قيامة مباركة، ولنتأمل معا بهذا اليوم السني “الذي صنعه الرب” “ولنفرح ونبتهج به” ولنسأل العذراء مريم، والدة الإله، “الثيوتوكوس” أن تقربنا دوما من القائم بمجد من بين الأموات. فللمسيح القائم المجد والعزة والإكرام إلى دهر الداهرين. آمين
المسيح قام!.. حقا قام!..
المطران عصام يوحنا درويش