"لا يمكن للمسيح ألا يتفهم معاناتي"

شهادة حياة عائلة في مدرسة كيارا لوبيك

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الاثنين 16 أبريل 2012 (zenit.org) – “كيارا لوبيك غالبًا ما تكلّمت عن يسوع المصلوب، عن بكائه على الصليب لأنّه تُخليَ عنه، تعلمنا أن ذروة معاناته تتزامن مع ذروة محبّته لنا. إذا أحبنا يسوع لهذه الدرجة فهو بالتأكيد “يتفهم معاناتي” هذا هو ما تشهد عليه أم عائلة في حركة فوكولاري، ماري.ن

هذه هي شهادة حياة زوجين وأسرة عندما طلب البابا بندكتس السادس عشر من زوجين في حركة فوكولاري، دانيلو وآنا ماربا زانزوشي الذين بادرا بإنشاء حركة “العائلة الجديدة” لإعداد تأملات درب الصليب في الكولوسيوم يوم الجمعة العظيمة. وقد تم بث درب الصليب حيًا في الساعة التاسعة والربع من نهار السادس من أبريل. ستكون العائلة محط تركيز درب الصليب في روحانية كيارا لوبيك مؤسسة الفوكولاري.

“لا يمكن ألا يتفهم معاناتي”

بالتأكيد للحياة العائلية علاقة مع موت وقيامة المسيح. العلاقات القوية التي يعيشها الزوج والزوجة، الأهل والأبناء، تشكل كياننا والمعاناة التي تقطع بها علاقاتنا تؤثر بها فتهز أسسنا.

ربيت مع زوجي أربعة أطفال من دون أي صعوبة بارزة. نضجوا وغادر الكبار المنزل وبالطبع شعرت بفراغ كبير. غادرت إحدى الفتيات لتكمل دراستها ولكنّ ساءت حالتها وإكتأبت وحاولت الإنتحار عدة مرات. كان مقلق ومؤلم أن نراها بهذه الحالة كنا عاجزين عن مساعدتها. وإعترانا شعور بالذنب إذ هل ربينا ضعفها نحن في العائلة؟ لاحظنا في وقت لاحق أن إبنتنا الأخرى لم تكن على ما يرام ولكنها لم تظهر ذلك مثل شقيقتها. إكتشفنا أنها قد تعرضت للاعتداء من دون علمنا ولم نتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة إصابتها النفسية ولم تكن ردة فعلنا بأهمية التي توقعتها منا لأننا سامحنا. فقدت هي و باقي أولادنا ثقتهم بنا. الأخيرة غادرت المنزل قبل الأوان. فهدمني الفراغ الذي تركوه وشعور الفشل في ما كان الأقرب إلى قلبي، عائلتي، والقلق على مستقبلهم.

غالبًا ما تكلّمت كيارا لوبيك عن يسوع المصلوب وعن بكائه على الصليب لأنّه تُخليَ عنه، تعلمنا أن ذروة معاناته تتزامن مع ذروة محبّته لنا. إذا أحبنا يسوع لهذه الدرجة فهو بالتأكيد يتفهم معاناتي. مهما كانت الصعاب التي نواجهها فأنا متأكدة أن الإنسان-الإله في حياته الأرضية وفي آلامه قد إختبرها. مَن غيره يفهمني ويواسني؟ ألم يكرهه الناس وأساءوا فهمه ردًا على محبته؟ ألم يشعر أنه وحده، تخلى عنه الجميع حتى شعر بما هو غير معقول: تخلي الآب عنه. أمّا أنا، فوجدت نفسي بسبب معاناتي، إتحدت معه، إختبرت محبته، فهمت بعمق طريق الآلام للوصول للقيامة. بإعترافي بمحبته المجانية وبحضوره في كل الظروف المؤلمة أستطيع أن أقول له إنني سأحبه وأريد أن أئتمنه على كل ما يتعلق بي وأثق أنه سيهتم بكل شيء. يسمح لي هذا الأمان بأن أنفصل عن أولادي فلا يصبح حبي لهم أناني وثقيل بدلاً من أن يساعدهم على متابعة مسيرتهم. وأحاول أن أحب الناس التي في الوقت الحاضر هي قريبة مني. هذا الموقف الإيجابي ساعدني على مواصلة الحياة، وعلى الحبّ، وعلى العثور على الفرح في عملي وعلاقتي.

في هذه المغامرة إحتجنا إلى مساعدة متخصصة. فبنظرتهم الموضوعية ساعدونا على فهم إخفاقاتنا رغم الحبّ الذي أردنا تقاسمه في العائلة وكما ساعدونا على إعادة الحوار مع أولادنا. إحتجنا إلى إصغاء رفاقنا وإلى مودتهم خصوصًا رفاقنا الأقرب لنا الذين إستطعنا التكلم معهم ورافقونا بالصلاة. فحبهم لنا كان بمثابة صوت الروح لنعرف أن نتخذ الخطوة الصحيحة والموقف المتماشي مع إيماننا.

تعلمت أننا يمكننا أن نتألم ونبقى سعداء لأننا نعي أننا مرتبطون بالمسيح في مسيرته مع الحب والفداء والآلام للوصول للقيامة.

مع كل ولد يكبر نكوّن حوار صادق وصريح، متواضع ويحترم إختيارات حياتهم لأن الله يحبهم المحبة نفسها ويقربنا منه أكثر من أي وقت مضى.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير