الاحد الثاني بعد القيامة

بحسب الطقس السرياني الكاثوليكي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الموصل، الجمعة 20 أبريل 2012 (ZENIT.org). – مات يسوع، وانتهت قصة وفضية هذا المعلم… ولكن البعض يقولون انه ظهر، قد قام، ورآه بعض النسوة، واثنين من اتباعه يقولون انه قاسمهما الطعام بعد ان سار معهما في الطريق إلى قريتهما… الكثر من القصص والاحداث والروايات… والتلاميذ لا يعرفوا، هل يؤمنوا أم يتركوا هذه القضية وليذهب كلٌّ إلى حال سبيله، فلم يستفيدوا من يسوع غير المتاعب وملاحقة الناس والسلطات لهم…. وهذا بالضبط هو ما حدث وما يخبرنا به إنجيل اليوم، الاغلبية رجعوا إلى اعمالهم التي كانوا يزاولونها قبل أن يتبعوا يسوع، فالذي وعدهم بكل شيء، ولذي كانوا يتوقعون ان يعطيهم ميراثا كبيراً، عُلِّقَ على صليب مائتاً ميتةً شنيعة كالمجرمين….

    يقول الإنجيل، ولم يصيدوا في تلك الليلة شيئاً، ليلاً بطوله، يجاهدون في سبيل الحصول على شيء يؤكل، شيء يستطيعون به ان يوفروا لقمة العيش، ولا يحصلوا على شيء، النتيجة هي شباك فارغة…. ويأتي يسوع، يسأل إن كان هنالك شيء يؤكل، والاجابة هي: ليس لدينا شيء، فنحن نعيش في فراغ، وقنوط ويأس، لا شيء لدينا، أيادينا فارغة…. هذا هو الانسان الذي يترك يسوع، يبقى دامئا خائباً، فارغاً، لان من يتذوق من طيبة ومحبة يسوع، لان يستطيع ابداً العيش بدونهما، وكأنني بالتلاميذ، يحنَون إلى أيام يسوع…….

    إذا أردنا ان نتكلم بعمق اكبر، في عمق الفشل واليأس والقنوط، يحضر يسوع…. لا ننسى ان الله الذي اصبح إنساناً، عاش اعمق لحظات يأسنا، الموت، الله حاضر في صميم الفراغ الذي نعيشه في الموت، الانسان الذي يموت، يصبح منفصلاً عن الكل، ولكن الله حاضر حتى في فراغ الموت، لينتشل الإنسان من هذا الفراغ….. إذا الله حاضر في عمق فشلنا، ليشجعنا لننهض من جديد، ليعطينا القوة لنعمل من جديد… ويسوع كما عودنا دائما، رجل المهمات الصعبة، لا بل المستحيلة، دائماً يبادر إلى مساعدة الإنسان، ألقوا شباككم فتجدوا، فتذكر التلميذ قول يسوع لبطرس عندما دعاه، القي شباكك فسأجعلك صياداً للبشر، فيؤمن ويعرف انه يسوع….

    هنالك دائما علامة تجعلنا نعرف ونميّز يسوع، ونعرف من خلالها بانه حاضر معنا، إنها علامة الطعام، المقاسمة، الخبز المكسور من اجل الآخر… كل طعام مقتسم هو علامة حضور يسوع، لنتذكر حادثة تكثر الخبز والسمك، الخبز والسمك، هي امور تعبّر عن يسوع دائما، فحروف كلمة سمك باللغة اليونانية (اخثوس) إلى جمعنا الحروف فهي سترمز إلى: يسوع المسيح أبن الله الحي، والخبز هو علامة المقاسمة والشركة والوحدة، فالخبز موجود عند كل الشعوب، ، فإذا في كل مقاسمة للطعام بمحبة هنالك يسوع… هذه هي العلامة الحقيقية التي تجعلنا نتعرف على يسوع عن قرب….

     لهذا علينا دائما ان ننتبه، وهذه هي دعوة يسوع، أن ننتبه إلى ما يوحدنا وليس إلى ما يفرقنا، يسوع يدعونا إلى أن نعطي، وان نعطي معناها ان نحب، وأذا احببنا، فهذا يعني اننا في وحدة مع الآخر ومع الجماعة، علامة استمرار أي جماعة هي الوحدة والارتباط والشركة والهدف الواحد، والكنيسة، جماعة يسوع، استمرت لانها تأسست على الشركة والمقاسمة الذي جعلاها واحداً دائماً…. ولنتذكر دائماً: مع يسوع، الشِّباك دائما تكون مملوءة، فقط نحتاج إلى ان نثق وبأيمان صادق، سيكون كل شيء بخير، لان يسوع هو الذي سيكون قائدنا الحقيقي… آمين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير