بيروت، الثلاثاء 24 أبريل 2012 (ZENIT.org). – غادر غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مطار بيروت عند الثامنة من صباح الاحد ٢٢ نيسان ٢٠١٢، متوجهاً الى المكسيك يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول المحامي وليد غياض، وقد رافقه من الصرح الى المطار وزير العدل شكيب قرطباوي ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وكان في وداعه على المطار المطارنة: رولان ابو جودة، سمير مظلوم، بولس مطر، طانيوس الخوري، كميل زيدان وحنا علوان وعدد من الكهنة والمسؤولين المدنيين.
وفي المطار، شكر غبطته فخامة رئيس الجمهورية على ايفاده وزير العدل، مهنئاً إياه بسلامة العودة من جولته الأسترالية، وقال رداً على أسئلة الصحافيين عن زيارته الى الخارج قال: “انها مرتبطة أولاً بمؤتمر يبدأ غدا ويستمر ثلاثة أيام ينظمه المجلس الحبري لشؤون رعوية المهاجرين والمتنقلين، وهذا المؤتمر السنوي سيعقد في كنكون في المكسيك، كما سأشارك في حفل تخريج طلاب جامعة اليسوعيين في سانت لويس في اميركا في العشرين من ايار المقبل. وما بين هاتين المناسبتين ستكون لنا زيارات راعوية الى المكسيك وكندا والولايات المتحدة الاميركية. ونحمل معنا تحيات كل اللبنانيين الى اللبنانيين المتواجدين في هذه البلدان الذين سنلتقيهم.
ونفى البطريرك الراعي أن تكون له لقاءات مع المسؤولين الاميركيين، واصفاً زيارته الى سانت لويس بانها لالقاء محاضرة بمناسبة ختام السنة الجامعية.
ثم سئل: هل ستكون لكم في طريق العودة الى لبنان زيارة الى الفاتيكان للتحضير لزيارة قداسة البابا المتوقعة الى لبنان في ايلول المقبل؟
أجاب: “لا، لأن الزيارة ستستمر شهراً. وبالنسبة للتحضير لزيارة قداسة البابا فهناك لجنة مشتركة من رئاسة الجمهورية والكنائس والسفارة البابوية وتجتمع باستمرار وتحضر لكل ما يتعلق بالزيارة التي تنظم كليا”.
بعدها سئل: ما تعليقكم على تجديد الثقة بحكومة الرئيس ميقاتي؟
أجاب غبطته: “كنا خائفين ان تسقط الحكومة، لانه اذا سقطت الحكومة من الصعب ان تقوم بعدها، فنشكر الله ان الحكومة بقيت، فنحن نعرف كم ان لبنان متشنج، وقد تابعنا على شاشات التلفزة الطريقة التي تحدث النواب بها مع بعضهم وكيف تخاطبوا بشكل نحن نأسف له فعلا، لا بل نقول اننا نخجل به، خصوصاً وإن البلد لديه مشاكل كبيرة منها مشاكل اقتصادية مخيفة، وهنا لا أود إخافة الناس، لكن المشاكل الاقتصادية كبيرة جداً، لناحية مشاكل المعيشة، والفقر والهجرة، والامور كلها جامدة، وكنا ننتظر من النواب مواجهة هذه القضايا بدل الالتهاء بتوجيه التهم الى بعضهم، ولنتصور لو سقطت الحكومة في هذا الجو، فكيف يمكن لها ان تقوم مجددا، من هنا نشكر ربنا على انها بقيت وعلى تجديد الثقة، لاننا بحاجة الى ثقة بين بعضنا البعض، فاذا انعدمت الثقة بين اللبنانيين لا يمكن السير الى الامام، ونأسف ان تكون الثقة مفقودة، ونتمنى على النواب الذين يمثلون الأمة اللبنانية ان يضعوا خارج المجلس النيابي كل خلافاتهم وليتحملوا مسؤولياتهم، وعلى الحكومة ايضا ان تضع خارجا كل خلافاتهاالشخصية وتأخذ قراراتها، وايضا نأسف لان الحكومة جامدة ونتخوف اذا توقفت ان لا يأتي غيرها، فالبلد لا يحتمل بعد”.
أضاف: “نحن نريد الاستفادة من هذا الظرف ونوجه نداء الى البرلمان اللبناني لتحمل مسؤولياته في الظروف الدقيقة الصعبة، والى الحكومة لتتحمل مسؤولياتها، فنحن امام اوضاع ومواقع تهدد البلاد وكيانها، ولا يمكن الاستمرار بهذا الشكل، والعالم كله والعالم العربي يتأجج ويبحث عن محله ومكانه”.
وسئل عن موقف بكركي من النسبية، فأجاب: “نحن بالتأكيد لا نتعاطى في تقنيات الأمور وقد بدأنا الاجتماع مع النواب الموارنة على أساس أن يتعاونوا ويتشاورا مع باقي النواب، وسألنا السلطات عن إمكان جمع النواب فقالوا أن من الأفضل أن تجتمعوا كموارنة، فاجتمعنا بلقاء تشجيعي للنواب لكي يتباحثوا مع بعضهم في هذا الموضوع، لذلك بكركي ليس لديها موقف خاص، لا بكركي كحد ذاتها ولا ككنيسة، وليس دورنا أن نأخذ موقفا في تقنيات الأمور. نحن نساعد في مبادىء وثوابت نتعلق بها، أما رجال السياسة من نواب ووزراء ومسؤولين سياسيين فعليهم تحمل مسؤولية القرارات السياسية”.
أضاف: “إذا، نحن لسنا مع أي قانون. نحن مع القانون الذي يتفق عليه اللبنانيون. وأي قانون يؤمن أحسن ما يمكن أن يتمثل به الشعب وبأحسن من يمكن أن ينتخب الشعب نوابه ولا يفرض عليه النائب غصباً عنه، هذا من نتوخاه أن يحصل، وهنا نتمنى أن يتحمل المجلس النيابي والحكومة مسؤولياتهم ويجدوا القانون الأفضل لأن الكل يقول أن مشاكلنا كلها مرتبطة بقانون الانتخابات، ورئيس الجمهورية قال أنه لا يمكن العودة إلى قانون الستين في حين يطالب البعض به. آن الأوان للمسؤولين أن يجدوا أحسن قانون بكل تجرد، وليس قوانين على قياس كل واحد، انما قوانين على قياس لبنان واللبنانيين”.
تابع: “نحن في بكركي سنكمل اللقاءات وسنشجع، واللجنة المصغرة ستكمل لقاءاتها، والمطارنة في بكركي يتابعون، ونأمل من المسؤولين في ان يتحملوا المسؤولية امام ضميرهم الوطني ووجدانهم وخير البلاد لنعبر من هذه الازمة التي نحن فيها”.
و في الختام سئل: نقلت بعض المعلومات الصحافية تشجيعكم للنسبية، فعل ستتحدثون مع المغتربين اللبنانيين عن هذا الواقع؟
أجاب صاحب الغبطة: “لقد اعتادوا ان ينسبوا الي الكثير من الامور الا الحقيقة، والحقيقة انني لا اعرف ما هي
النسبية، ولكن نحن عندنا ثقة وهذا اهم شيء، ونقول للمسؤولين هذه ثقتنا لكم، واوجدوا انتم كتقنيين القانون الأمثل”.
وأضاف: “نحن لسنا مع اي قانون، واعترف للجميع انني لا اعرف ما هي النسبية، هذه امور يعرفها التقنيون، نحن نبارك كل قانون يتفق عليه اللبنانيون على انه القانون الافضل لهم ونتمنى كما قلت سابقا ان لا يضع احد قانونا على قياسه”.
وعند الساعة السابعة مساء بتوقيت المكسيك وصل غبطته الى مطار كنكون حيث كان في استقباله راعي الابرشية المارونية المطران جورج ابي يونس وحشد من الكهنة ومن ابناء الجالية اللبنانية. ثم اقيم عشاء عمل شارك فيه الى جانب غبطته الكردينال انطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والاشخاص المتنقلين، السفير البابوي في المكسيك المطران فيليب بيار، مطران كنكون وتوابعها بيدرو السندرو ومطران ايسلندا اضافة الى اعضاء المجلس والمنظمين. ويذكر ان البطريرك الراعي وهو عضو في هذا المجلس سيشارك في اعمال المؤتمر التي تستمر ثلاثة ايام في مدينة كنكون.