روما، الأحد 8 أبريل 2012 (zenit.org) – ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع رئيس اساقفة أبرشية أربيل الكلدانية والتي نشرنا القسم الأول منها في 4 أبريل الجاري.
* * *
أكملت دراستك في لوفان في بلجيكا وإخترت موضوع أطروحتك العنف في الإسلام. لماذا إخترت هذا الموضوع بالذات؟
تحوّل نظام العراق السابق في 1993 و1994 إلى نظام إسلامي وزادت الحركات الإسلامية ليس لأنّهم آمنوا بهذا النظام بل لزيادة التحكّم خصوصًا خلال الحصار. وشهدنا بعد ذلك تصاعد في العنف داخل الإسلام في الشرق الأوسط. درستُ جذور هذه الحركات وتوقعت زيادة في تسييس الإسلام وتطرفه. بدأنا نرى من 2001 إلى 2003 ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة في الشارع الأمر الذي لم يكن طبيعيًا. فأدركت أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها تمرّ بوقت حساس وصعب خصوصًا بوجود التطرف الإسلامي.

هل العنف متأصل في الإسلام أو هل الأصولية تستغل الإسلام؟
أعتقد أنّ الأصولية تستغل الإسلام. تعايشنا سلميًا مع الشيعة والسنة لسنوات طويلة. بطبيعة الحال كان ولايزال هناك عنف في الإسلام، أغتيل أسقف من فترة قصيرة واضطرت عائلات إلى مغادرة الموصل وبغداد. العديد من الجماعات داخل العراق يؤمنون أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجب إتباعه وإستخدام العنف لتحقيق ذلك مبرر.

ما هو هدفهم؟
الفتح. تفسيرهم لذلك أنه جزء من عقيدتهم. هو جزء من الجهاد. بعض السياسيون يستخدمون هذه الحركات ليس لأنهم يؤمنون بها بل لأغراض سياسية.

هل هناك حملة لإجبار المسيحيين على المغادرة؟
يغزو العنف البلاد. وضع المسيحيين هو ظاهرة خاصة. يرد الشيعة باستخدام العنف  عندما يتعرضون لهجمات من السنة، والعكس صحيح في حين إن المسيحيين لا يجاوبون على العنف. ولذلك فإن وضعهم خاص...

ذلك يجعل منهم هدف سهل إذا صح التعبير...
بالضبط. تتعددّ أسباب الهجوم على المسيحيين فهم ضحايا عمليات ومصالح إجتماعية وإقتصادية وسياسية. في العراق تُهاجم مجموعات المسيحيين بسبب إيمانهم وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لأنّ هذه الأخبار تظهر في الأنباء الدولية وذلك بغية الإظهار للعالم كله أنّ العملية السياسية في العراق فاشلة وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لمصلحة إجتماعية.  وأخيرًا هناك مجموعات تهاجم المسيحية لأسباب إقتصادية فتهدد العائلات المسيحية وتجبرهم على مغادرة منازلهم من أجل إحتلال المنازل المهجورة.

قد غادر الجنود الأميريكيون. ما توقعاتك لمستقبل البلاد؟ هل سيزداد العنف؟
آمل أنّ الشعب العراقي تعلّم أنّ الحرب مدمرة ووحشية وكلفتنا حياة أحبائنا. آمل أن الشعب تعلّم أنّ فقط الحوار بين جميع الأحزاب العراقية يفيد البلاد. ولكنّ في حال لم تتحاور الأحزاب بين بعضها فإنّ الشعب العراقي سيواجه المزيد من العنف وحتى الحرب الأهلية. وبالطبع ستعاني الأقليات في هذه الحالة وسيكون المسيحيون الهدف.

هل تعتقد أن الحرب الأهلية قريبة؟
أتمنى ألا نصل إليها لأننا قد سبق ورأينا فظاعة شديدة في بغداد والموصل.

أريد أن أسألك عن المهجرين الهاربين من الجنوب إلى الشمال. ما هو تأثيرهم على أبرشيتك؟
إن التجربة التي عاشها المهجرون دفعتنا للعناية بهم رعويًا. إذًا هذه نعمة من الله وعلامة تبعث الأمل لنا. الأبرشيات في بغداد والموصل تغلق بينما نفكر نحن ببناء كنائس جديدة لهذه العائلات. لدينا أكثر من خمس آلاف عائلة مسيحية جديدة تحتاج إلى مكان. وهذا الوضع ليس مؤقتًا لأنّ العديد من الناس يشتري ممتلكات في أربيل وعنكاوا. فإنّ شراء العقارات علامة على أنهم يفكرون بالبقاء نهائيًا.

هذه علامة جيدة للبلاد؟
إنها علامة جيدة للبلاد وللمسيحية لأننا نستطيع الموازنة بين منطقة تعاني من العنف ومنطقة سلمية. سيعطي ذلك أمل للأساقفة والكهنة في بغداد والموصل لأننا نحزن من أجل العائلات التي تغادر البلاد. فإننا متأكدين أن من يغادر لن يعود أبدًا.  

قام المسيح

الأخوات والإخوة القراء الأعزاء،
قال أنه ابن الله، تحدث عن بشرية جديدة تهتدي بنور البحث عن الحقيقة، عن البر وعن الجمال. كان صالحًا ورحيمًا، علم الحب والغفران.
قلة كانوا من فهموه، وأقل الذين آمنوا به. شعر الكثيرون أن كلماته إنما شكلت تهديدًا لوجهاتهم وقرروا أن يحكموا عليه بالموت.
تحمل التعذيب والعار، تألم على الصليب وبقي صامتًا كحمل يساق إلى الذبح، أهرق دمه لخلاص البشرية.
اليوم أيضًا ما زال هنالك من يحترقه، من يرفض السماع لرسالته، ومن لا يقبل أن يراه في صورة المصلوب. ولكن مجيئه إلى الأرض، حياته، كلماته، آلامه وقيامته طبعت بشريتنا وحملت الخلاص للجميع، حتى لمضطهديه.
من خلال آلامه وموته أخد الألم والموت معنى جديدًا، ينبع من بريق فجر القيامة.
لقد منحنا سر الافخارستيا لكي ندخل في شركة مع جسده وحياته كقائم من الموت.
في رجاء التجدد في الخير والنعمة، نؤكد لكم صلاتنا ومحبتنا.
المسيح قام! حقًا قام!
عيد فصح مجيد ومبارك
فريق عمل زينيت