لبنان: زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى الديمان

السبت 1 سبتمبر 2012

Share this Entry

الديمان، الاثنين 3 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). – اكد  البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ” ان يد العناية الالهية تمسك بوطننا وتحمي شعبه كلما قارب شفير الانهيار”. وشدد على “أن اعلان البابا الارشاد الرسولي الى مسيحيي دول الشرق الاوسط  من وطننا، له مدلولاته البعيدة ويحمل في طيّاته رسالة خاصة الى كل العالم في الشرق والغرب “.وتوجه الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي  بالقول”نحن امام مسؤولية كبيرة خاصة حيال القضايا الاجتماعية والاقتصادية والامنية والسياسية التي تواجهونها يومياً واننا نتمنى لكم التوفيق في ايجاد الحلول المناسبة لها”. 

بدوره شدد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ” أن زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان هي زيارة رجاء وامل سيعبر عنهما الارشاد الرسولي الذي سيعلنه قداسة البابا خلال الزيارة، وخير من يشهد عليها هو لبنان وشعبه بطوائفه كافة الذين كانوا وسيبقون مثلا يحتذى في العيش المشترك والتآخي والتفاعل الحضاري والثقافي”. وشدد على ” انه التقى في خلال الساعات الماضية  عددا من رجال الدين في طرابلس الذين اكدوا أن خطب الجمعة في الاسابيع المقبلة ستحمل رسائل ترحيب بقداسة البابا وأهمية زيارته “.

وكان البطريرك الماروني إستقبل الرئيس ميقاتي في  الديمان اليوم في تقليد سنوي منذ سنوات يرافقه الوزراء السادة : احمد كرامي ،فايز غصن ، جبران باسيل ، فادي عبود ، شكيب قرطباوي ،سليم جريصاتي، غابي ليون ، وريج صابونجيان، وليد الداعوق، ومروان شربل.

وقد وصل الرئيس ميقاتي الى الصرح البطريركي في الديمان قرابة الحادية عشرة والنصف وإستقبله البطريرك الراعي وعقدا خلوة على شرفة جناح البطريرك المطل على الوادي المقدس. ثم إنتقلا الى صالون الصرح حيث عقد لقاء موسع شارك فيه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ، الوزراء وعدد من الاساقفة والمسؤولين الكنسيين .

بداية رحّب  البطريرك الراعي” بزيارة الرئيس ميقاتي الى الديمان والتي اصبحت تقليدًا سنويًا” مقدّراً حضور الوزراء الى جانبه. وقال: “ان الصرح البطريركي يسعد بحضوركم اليوم فيما الشعب ايضًا لانه يريد ان يتلاقى جميع المسؤولين سياسيين وروحيين، فالقاعدة هي ان الشعب يثق بمسؤوليه ولا يريد ان يفقد تلك الثقة، ونحن مؤتمنون على المحافظة على تلك الثقة ونأمل ان نكون على قدرها دائماً”. وتابع: “كلنا يشعر بأن يد العناية الالهية تمسك بوطننا وتحمي شعبه كلما قارب شفير الانهيار، ونحن امام مسؤولية كبيرة خاصة حيال القضايا الاجتماعية والاقتصادية والامنية والسياسية التي تواجهونها يومياً واننا نتمنى لكم التوفيق في ايجاد الحلول المناسبة لها”. وحول زيارة قداسة البابا الى لبنان اعتبر” انها تشكّل زمن نعمة للبنان العزيز” مؤكداً ان” اعلان قداسته الارشاد الرسولي الى مسيحيي دول الشرق الاوسط  من وطننا، له مدلولاته البعيدة ويحمل في طيّاته رسالة خاصة الى كل العالم في الشرق والغرب “.

بدوره تحدث الرئيس ميقاتي فقال : إننا سعداء جدا لهذه الزيارة التقليدية وانا شخصيا لي في هذا المكان ذكريات كثيرة منذ كنت طفلا واشعر بانتماء حقيقي الى هذه المنطقة وهذا الصرح وأعبر عن شعوري الكبير بالعاطفة والتقدير لهذه الطائفة الكريمة . إسمح لي ، يا صاجب الغبطة أن اعبر باسمي وباسم السادة الوزراء أن اعبّر عن شكرنا لبركتك وخطابك الجامع وتفهمك لمسيرة العمل الحكومية في هذا الظرف الصعب . نحن حريصون على ان تبقى العلاقة بيننا ممتازة لأن هدفنا واحد وهو الحفاظ على وطننا وتعدديته وتنوعه ضمن الوحدة .

اضاف : إن زيارة قداسة البابا مهمة في هذا الظرف بالذات ، وكنت في خلال لقائي به في الفاتيكان قد سمعت منه تأكيدا على قيامه بالزيارة مهما حصل . إنها زيارة تحمل معاني كثيرة ، وهي من دون شك  زيارة رجاء وامل سيعبر عنهما الارشاد الرسولي الذي سيعلنه قداسة البابا خلال الزيارة، وخير من يشهد عليها هو لبنان وشعبه بطوائفه كافة الذين كانوا وسيبقون مثلا يحتذى في العيش المشترك والتآخي والتفاعل الحضاري والثقافي. في خلال الساعات الماضية التقيت عددا من رجال الدين في طرابلس الذين اكدوا أن خطب الجمعة في الاسابيع المقبلة ستحمل رسائل ترحيب بقداسة البابا وأهمية زيارته .

بعد اللقاء أدلى الرئيس ميقاتي بالتصريح الآتي : سعدت بلقاء البطريرك والسادة الاساقفة الكرام في هذا اللقاء التقييمي الذي يحصل سنويا في هذا الصرح ، وقد اتخذ له هذا العام منحى اضافيا بوجود اصحاب المعالي الوزراء حيث تحدثنا في مختلف القضايا المحلية والوطنية والسياسية التي تشهدها المنطقة. أستطيع القول ان الاراء كانت متفقة على ضرورة المحافظة على وحدة لبنان ارضا وشعبا وعلى ضرورة ابقاء هذا الوطن وطن رسالة. كما  تحدثنا في خلال اللقاء عن المواضيع الاقتصادية والاجتماعية خصوصا ان بيان المطارنة الموارنة الاخير تطرق الى الشؤون الاقتصادية ،وشرحنا بعض الصعوبات التي تمر بها الحالة الاقتصادية ولكن في  الوقت ذاته اكدنا على اطمئنانا للحالة الاقتصادية العامة خصوصا وان الحركة الاقتصادية مقبولة على الصعيد العام .كذلك عرضنا لزيارة قداسة البابا بعد اسبوعين الى لبنان وتناولنا اهمية هذه الزيارة التي ستكون زيارة رجاء وامل للبنان ، خاصة انه سيتم في خلالها توقيع الارشاد الرسولي الذي سيكون عنوانه “شركة وشهادة” ، وانا اعتقد تحت هذا العنوان لا شهادة افضل من  هذا الوطن لبنان الذي هو رسالة  ويجمع العيش المشترك .

وردا على سؤال عن السجالات بينه وبين الرئيس بري والعماد عون ولماذا لم تستقل الحكومة أجاب : نحن في خضم وضع سياسي معين، وأي سجال يحصل اذا كان لمصلحة الوطن ولتصحيح اي خطأ فليس معناه انه يمكن ان يؤدي الى استقالة الحكومة . ان علاقتي مع دولة الرئيس بري هي علاقة ممتازة واذا كانت هناك ملاحظات على صعيد الاداء العام فلا مانع من ان نأخذ ذلك بعين الاعتبار ، وانا والرئيس بري، وهنا اطمئن الجميع ،انه اذا اختلفنا في الصباح فاننا في المساء سنتناول العشاء سوية، ولا يراهن احد على اي خلاف بيننا. ومن ناحية اخرى بيني وبين الرئيس عون العلاقة تحكمها الشراكة في الحكومة ،والرئيس عون يعرف انه في بعض الاحيان تكون هناك عراقيل في امكنة معينة ونحن نتفهم ذلك وهو ايضا، ولم تصل المرحلة الى اي فقدان ثقة مع بعضنا البعض.

وعن غياب وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي عن هذا الاجتماع قال: لقد اتصلنا بالوزراء وكانوا يرغبون في الحضور لكن الزيارة كانت مقررة في الخامس من ايلول بالتزامن مع اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، وبما انه صادف موعد جلسة مجلس الوزراء في هذا التاريخ ايضا، إتفقنا على تقديم موعد الزيارة الى اليوم. بعض الوزراء كانت  لديهم ارتباطات مسبقة في مناطقهم ومن بينهم وزراء التقدمي الاشتراكي  ولذلك لم يتمكنوا من الحضور، وفي خلال حديثي مع الوزير العريضي ابدى رغبته بالحضور لكن ارتباطاته حالت دون ذلك .الجميع لديهم الرغبة في المجيء لكن ارتباطاتهم حالت دون ذلك ولا يجب تأويل الموضوع ابدا .اليوم اخذنا دعما اضافيا من خلال الحديث الذي عرضناه، والمواقف التي عبّر الجميع اكدت ان النوايا طيبة واننا نعمل لهدف واحد هو وحدة البلد والاطمئنان والسلام فيه.

وعن دعم غبطة البطريرك للحكومة واستمرايتها قال: جزء من سبب الزيارة بصحبة اصحاب المعالي هي لشكر صاحب الغبطة على مواقفه الدائمة الداعمة للحكومة، واليوم كان هناك تأكيد اضافي لهذا الدعم ونحن نشكره على ذلك واقول لجميع  اللبنانيين ان الموضوع ليس موضوع اشخاص وليس موضوع حكومة. الاشخاص يزولون والحكومة تتغير والبلد وحده يبقى والوطن كذلك. علينا التمسك بالبلد والتخلي عن الشخصانية ، لأن المصالح الشخصية تذهب اذا ذهب الوطن ، وهذه المصالح تتعزز اذا بقي الوطن، وبالتالي اليوم نحن امام مخاض، وعلينا الاتحاد واللحمة والاعتراف باننا اخطأنا بحق هذا البلد ،ولكن البلد لا يتحمل خطايانا كل مرة وعلينا التمسك به وشكر الله لانه توجد دائما يد تحفظ هذا البلد وتخرجنا من المصاعب التي نمر بها بخير وسلام .

وعن زيارة قداسة البابا للبنان قال:إنها زيارة  مهمة جدا وخصوصا بالنسبة للبنان وواقع هذا البلد في هذه الظروف الصعبة وتأكيد قداسته على القيام بهذه الزيارة مهم جدا ، وقد استمعنا الى شرح كامل لعمل اللجنة المكلفة الاعداد للزيارة والحكومة وفخامة الرئيس يسهران على متابعة عمل هذه اللجنة وهذه زيارة مهمة بالنسبة لنا ولبلدنا خصوصا وانه سيأتي الى لبنان جميع  بطاركة الشرق والاساقفة وطلبنا اليهم ابلاغ رعاياهم في الدول حيث يتواجدون بضرورة المجيء الى لبنان وسننظم رحلات “تشاتر” الى مطار بيروت لاستقدام الرعايا الراغبين بالزيارة ،وانا في خلال وجودي في طرابلس التقيت  مع رجال الدين اكدوا على ترحيبهم بالزيارة وعن رغبتهم بذكر ذلك بخطبهم ورسائلهم واعتبار الزيارة مرحب بها من كل الاطياف في لبنان لانها تكرس اكثر واكثر وحدة اللبنانيين فيما بينهم.

وعما اذا كان حصل على تطمينات من السلفيين حول الزيارة قال: لم اسأل عن تطمينات لاني اعتبر ان زيارة قداسة البابا يرحب بها الجميع ،ولا اعتقد ان هناك اي اعتراض على هذه الزيارة. زيارة قداسة البابا   مرحب بها من قبل جميع اللبنانيين من دون اي استثناء ،واذا حصل استثناء فهذا لا يعني ان هناك خرقا لهذا الاجماع على الترحيب بالزيارة.

وعن موضوع اقرار سلسلة الرتب والرواتب قال :  المشروع  سيقر الاربعاء المقبل في جلسة مجلس الوزراء وقد اعددنا مشروعا لتغطية الواردات . قلت مرات عدة ان سلسلة الرتب والرواتب موجودة على جدول جلسة مجلس الوزراء في 5 ايلول والكل يدرك ان كل زيادة تحتاج الى واردات ،فنحن مسؤولون عن تأمين التوازن بين الايرادات والنفقات، كي لا ندخل في اي صعوبات مالية ،وبالتالي انهينا مشروع القانون المتعلق بالواردات للخزينة وهي تغطي الزيادة المقترحة ،واعتقد ان مجلس الوزراء سيقر السلسلة يوم الاربعاء في 5 ايلول، لاننا لم نربط مشروع الايرادات بالسلسلة كما وعدنا الهيئات النقابية ومن المفروض ان تكون الامانة العامة قد وزعت المشروع على الوزراء.

وعن متابعة موضوع المخطوفين قال  :نعمل بصمت على الموضوع وبإذن الله سيصل الى خواتمه السعيدة .

وعن موضوع ادانة الوزير السابق ميشال سماحة قال: الادانة او البراءة الاخيرة  للقضاء اللبناني، ونحن اثنينا على العمل الذي قامت به الاجهزة الامنية  وخاصة شعبة المعلومات. ونحن نتابع الموضوع لنرى القرار القضائي وعلى ضوئه تأخذ الحكومة قرارها.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير