روما، الجمعة 7 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). – نعيد نشر مقالة صدرت نهار الأربعاء 5 سبتمبر وقد تضمنت خطأً عرضيًا.

* * *

لا يزال الوضع في سوريا يزداد استياء يوم بعد يوم، ولكن هذا لم يمنع اليسوعيين بالبدء بمشروع ثقافي يجمع بين اولاد من جميع الطوائف.

حتى في ظلّ الموت، الرعب، وتحت الأنقاض نجد من يملك الشجاعة والقوّة والعزم للنظر نحو المستقبل. لأنه في مدينة حمص السوريّة، أكثر المدن المتضررة من هذه الصراعات، قرر اليسوعيون البقاء والنضال مع الضحايا، هذا ما  صدر عن وكالة ’ميشين أون لين’، وقد وردت مؤخراً شهادات تدلّ على أعمال الشجاعة.

كما هو المعتاد، عند انتهاء فصل الصيف في الشرق الأوسط، أي عند بدء شهر سبتمبر، يعود الأولاد إلى مقاعد الدراسة. هذا ما يجري في هذه الأيام، إلّا في تلك المنطقة حيث تدور الصراعات والمصادمات. إن المدارس في حمص ستظلّ مقفلة أمام الطلاب، ولذلك قرر اليسوعيون، بالإتفاق مع الكنائس المحليّة، اتخاذ القرار المناسب والملائم، يقتضي بفتح أربعة مراكز للتلاميذ: المسيحيين، السنيين، والعلويين... سيحضر آلاف الأولاد حيث سيتابعون دروس في الحسابات، اللغة العربيّة، اللغة الفرنسيّة مع ’دروس في الحياة’، حيث سيغنون ويمثلون في قطع مسرحيّة تتحدث عن قيم التسامح، احترام الآخر والسلام. ومع أن سوريا تغوص يوماً بعد يوم، بشكل أعمق بهذه الحرب الطائفيّة، يحاول اليسوعيون تربية جميع الأولاد معاً. والتحدث مع الجميع.

أعلن زياد هلال، راهب يسوعيّ سوري، خلال زيارة له لسويسرا أنه: "وبما أننا لم نتمكن من اقناع الأهل، سنجعل أولادهم يقنعونهم".

درس الأب زياد اللاهوت في فرنسا، وهو يعيش في سوريا منذ ثلاثة أعوام. ففي زيارة له إلى جنيف، تحدث عن جماعته، مناقضاً من قال بأن المسيحيين قد تركوا حمص لأن حوالي أربعين ألف مسيحي لا يزالون هناك. يعيشون المعاناة مع الجميع "الأغلبيّة مشردين في مناطقهم". حتى اليسوعيون قد رأوا ثلاثة من كنائسهم متضررة.

ولكن الأب زياد يرافقه الأب الهولنديّ فرانس فان دير لوخت، ليس لديهم أيّة نيّة بمغادرة حمص: "لن أترك هذه المدينة طالما هناك اناس تعيش بها. سأغادرها كميت فقط".