بقلم الأب د. سميح رعد
روما، الخميس 6 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). –أعني في "الطقوس المروريّة" هذه المحطات الأساسيّة من حياة المؤمنين حيث يمرّون بالكنيسة مرورًا، يقبلون لممارسة سرّ العماد والتثبيت والمناولة، أو المناولة الاحتفاليّة، أو الزواج، أو رتبة الدفن، ويمكننا أن نضيف إليها في تقاليد البعض: دخول المرأة النفساء إلى الكنيسة، أو نذور لبس ثياب القديسين للأطفال، أو بركة البيت الجديد قبل أن يسكنه أصحابه، وغير ذلك...
هذه الطقوس يطلبها المؤمنون بإلحاح، وهي "مقدّسة" بالنسبة إليهم... ولكنها شبيهة بما للكهانة في مجتمعاتنا القبل مسيحية، يكهن الكاهن هذه الطقوس، ويكتفي المؤمنون بما كهن لهم الكاهن عائدين إلى بيوتهم مفاخرين بما صنعوه. لا نستخفّنّ أبدًا بهذه الحاجة عند المؤمنين، بل هي حالة روحيّة يرون فيها مجد الرب على "قدر ما استطاعوا"[1].
يمكن أن تتحوّل هذه الطقوس المروريّة إلى لقاءات قياميّة عبوريّة شبيهة بما جرى مع السيد بلقائه تلميذَي عماوس (لو 24: 13 – 35)... حيث يمكن لكاهن الرّعيّة ملاقاة الناس وسماعهم ومحادثتهم، والارتداد معهم.
ماذا جرى على طريق عماوس؟ لاقى الرب التلميذين، لم يعرفاه اعتبراه غريبًا، لا يفقه... غريب في أرض غريبة: "أأنت وحدك الغريب النازل في أورشليم؟" (لوقا 24: 18)... شرح لهما ما ورد عنه في الكتب عن المسيح... أحتفل مع التلميذين بالطقوس، فانفتحت أعينهما...
هذه هي روحانية القيامة، يتلاقى الراعي مع رعيته، يتسامعان، يتحادثان، فتقشع الحقيقة وتنفتح العيون... وسوف تقفل الناس عائدة إلى قدس الأقداس، إلى أورشليم، وستجد الرّعيّة مجتمعة تصرخ: "حقًّا لقد قام الربّ وقد ظهر لسمعان" (لو 24: 34)
[1] - طروباريّة عيد تجلي السيد.