بعدها أشار الحبر الأعظم إلى هوية كولومبيا الكاثوليكية، والإيمان الذي يتميز بها الشعب الكولومبي، محبته للإفخارستيا، وتعبده للعذراء مريم. ولفت إلى أن إعلان الإنجيل أعطى ثماره في المجتمع الكولومبي حيث تفتحت براعم دعوات كثيرة إلى الحياة الكهنوتية والمكرسة.
لم تخل كلمة البابا إلى الأساقفة الكولومبيين من الإشارة إلى تنامي ظاهرة العلمنة في المجتمع والتي تعرض للخطر القيم الرئيسة، وتزعزع أسس الإيمان الكاثوليكي، الزواج والعائلة، والمبادئ الخلقية المسيحية. وإزاء كل هذه الصعوبات والمشاكل ـ قال البابا ـ أود أن أشجعكم أيها الأخوة الأعزاء على الدفاع دوما عن القيم الأساسية للعائلة المرتكزة إلى الزواج ككنيسة منزلية ومعبد حياة.
بعدها أشار الحبر الأعظم إلى أن الخطة الرعوية الشاملة التي وضعها مجلس أساقفة كولومبيا للسنوات الثماني المقبلة ترمي إلى تعزيز عملية الكرازة الجديدة بالإنجيل، وهذه مسألة تطرق إليها البابا خلال افتتاحه أعمال المؤتمر العام الخامس لمجالس أساقفة أمريكا اللاتينية والكراييب في أباريسيدا بالبرازيل.
هذا ثم ذكر البابا ضيوفه بأنهم مدعوون على الدوام إلى إيلاء اهتمام خاص بالكهنة المحتاجين إلى المساعدة الروحية، الفكرية والمادية كي يقوموا بخدمتهم على أكمل وجه، وأشار إلى إمكانية إعادة النظر في برامج ووسائل التنشئة بهدف الاستجابة لتحديات المرحلة الراهنة ومتطلبات شعب الله.
بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أنه على الرغم من بعض المؤشرات المشجعة، ما يزال العنف يحمل الألم والعزلة والموت والظلم للعديد من الأخوة في كولومبيا. ومن هذا المنطلق شجع البابا في ختام كلمته أساقفة كولومبيا على العمل دوما من أجل الدفاع عن الحياة البشرية وحمايتها وتعزيز ثقافة السلام. وقال: علينا أن نزرع ونحصد إنجيل المصالحة، مدركين أنه حيثما يحل المسيح، يترك الحقد والضغينة مكانا للغفران والأخوة.