روما، الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).- الكنيسة اليوم تواجه أوقاتاً عصيبة، ففي ظلّ الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط ونزوح المسيحيين المستمر والملحوظ الذي امتدّ من العراق إلى مناطق أخرى، وعلى الرغم من تحدّث المسؤولين السياسيين عن الديمقراطية والحرية، إلّا أنّهما تبقيان وهماً نظراً لانتشار التطرّف والطائفية الّلذين يدفعان المسيحيين إلى مغادرة بلادهم التي كانت منزلاً لعائلاتهم لسنوات لا تحتسب.
في خضمّ هذه الأحداث، أعرب رئيس الأساقفة العراقي في كركوك، لويس ساكو، عن قلقه إذ أنّ المسيحيين هم أقليّة وبالتالي فما من أمل في تحقيق تساوٍ في المواطنية وما من أمل في مستقبل أفضل. وقد تحدّث عن العنف المرتكب بحق المسيحيين في العراق الذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بعد إسقاط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003، حيث تمّت مهاجمة عشرات الكنائس ممّا أدّى إلى نزوح جماعي من المؤمنين المسيحيين. لذلك، دعا البطاركة والأساقفة إلى “تخطّي الشكليات والدخول في صلب الموضوع مع قداسة البابا خلال زيارته، للإعراب عن مخاوفهم وقلقهم تجاه التحدّيات المحدقة”.
نتيجة للصراعات المستمرّة خصوصاً تلك التي في سوريا، صرّح رئيس الأساقفة ساكو بأّن “عدداً من العائلات قد غادروا الأبرشية” ولم يستطع منعهم من الرحيل، فعلى الرغم من تهدئتهم وتشجيعهم إلّا أنّه لا يملك “حلولاً سحرية”، وما يدفعهم إلى المغادرة هو كون سياسة الدولة ترتكز على الإسلام، وبالتالي فهم يشعرون وكأنّهم مواطنين من الدرجة الثانية” ناهيك عن كون الكنيسة ضعيفة في دورها القيادي.
علاوة على ذلك، شدّد على ضرورة “تطوير علم لاهوت عربي مسيحي كفيل بتبشير المسيحيين العرب بكلمة الله وحتى أولئك الذين لا ينتمون إلى الطائفة المسيحية لمساعدتهم على اكتشاف حب الله والحضور الأبوي بهدف تعزيز الحوار وتقوية التعايش المشترك، ممّا سيساعد الكنيسة الشرقية في مهمّتها”.
كما دعا رئيس الأساقفة ساكو الجماعة الدولية إلى وضع حقوق الإنسان والمبادرات المخطّطة في المرتبة الأولى لتشجيع الأقليات الدينية على البقاء في الشرق الأوسط. وأنهى كلمته بتوجيه تحيّة إلى الجمعيات الكاثوليكية ومن ضمنها “عون الكنيسة المتألمة” التي تقوم بجهود كبرى. هذه الجمعيات التي بدونها “لكانت الأوضاع أسوأ ممّا هي عليه اليوم”.