روما، الأربعاء 12 سبتمبر 2012 (ZENIT.org)- اعتاد الكارينال الراحل ماريا مارتيني، اليسوعي، أن يقول “غير المؤمن الموجود داخلي”، وهي عبارة، وبحسب الكاردينال كاميللو رويني، تعكس جيّدًا حالة التوتر هذه التي يعيشها اليوم عدد كبير من المسيحيين “منقسمين ما بين إيمان ورثوه، والإيمان كثقافة سائدة يودون إنكارها”، وذلك على عتبة سنة الإيمان.
منذ وفاة الكاردينال الإيطالي كارلو ماريا مارتيني، رئيس أساقفة ميلانو الفخري، في 31 أغسطس 2012، عن عمر يناهز ال85 عامًا، توالت ردود فعل وتعليقات العالم الكاثوليكي.
في مقابلة نشرتها الصحيفة الإيطالية Avvenire، علق الكاردينال كاميللو رويني، وهو النائب الرسولي الفخري للبابا على أبرشية روما، على عبارة الكاردينال مارتيني، مستعينًا بمثال حالة القديسة تيريز دو ليزيو، التي وهي على شفير الموت، عاشت تجارب قوية ضد الإيمان.
تقول هذه العبارة شيئًا قويًّا وحقيقيًّا، لأننا في الواقع، “لسنا أبدًا ثابتين جدًا في إيماننا”، هذا ما أضافه الكاردينال رويني، محدّدًا بأن هذا لا يعني أن ننفي التمييز ما بين “الإيمان” و”عدم الإيمان”، بل أن ندرك أن هناك فرقًا عميقًا، فرق يغير كل شيء ما بين “أن نكون مع الله” و”أن نكون من دون الله”.
عاد الكاردينال رويني، في هذه المقابلة، مرة إخرى الى الجدل الذي أثاره البعض يوم وفاة الكاردينال مارتيني، حول رفضه “لأي علاج”، مذكّرًا بأن الكنيسة نفسها رفضت ذلك.
كما قال بأن “الكاردينال مارتيني كان إبنًا كبيرًا للكنيسة، والمحاولة المحاكة لقلب إرثه عليها ستبوء بالفشل”.
آخر ردة فعل على وفاة الكاردينال مارتيني هي ردة فعل دون ماتيو فابري، وهو النائب الإقليمي لأوبوس دي في إيطاليا، والذي أعرب عن حزنه لكنيسة ميلانو وعن حزن كل الحبرية، لوفاة رجل، لطالما اعتبر كلمة الله “كضوء ينير خطانا”، مظهرًا “التزامًا ثابتًا ومنيرًا”.
كما تقدمت أيضًا حركة العمال المسيحيين في ميلانو بالتعازي الى المؤمنين، محيين السنوات ال23 من النشاط التي قضاها الكاردينال كارلو ماريا مارتيني على رأس أبرشية ميلانو، نائحين على فقدان أحد “أكبر
الأبطال في تاريخ القرن العشرين”، الذي عرفه الجميع “كعلّامة كبير” و”مواظب على درس” النصوص الإنجيلية، وأيضًا “كراعٍ للكنيسة، ولاهوتي”.
كان الكاردينال مارتيني “صوت كاثوليكية منفتحة على التجديد المجمعي. لقد مثل كنيسة في حوار، أذهل إخوتنا الأكثر بعدًا. وليس من قبيل الصدفة، إن وفي أكثر لحظات تاريخ جمهوريتنا صعوبة، سلم الإرهابيون أسلحتهم له بالضبط”، هذا ما علقته الحركة أيضًا . قوته الحقيقية كانت “صلاة، ثابتة، عاطفية، وصادقة”.
وفي الختام: “تخطى بالصلاة الصعوبات التي واجهته كراعٍ. وبالصلاة تغلب على محنة المرض. وبالصلاة أيضًا واجه الموت كمسيحي، منتظرًا أن يستقبله الله بين ذراعيه. علمنا الكاردينال مارتيني بأنه يمكننا أن نعيش كإخوة في مجتمع غير مسيحي شاخصين بنظرنا نحو القدس”.