حاريصا: لقاء لتنشئة الشباب اللبناني على التبشير الجديد

مقابلة مع مؤسس جماعة “رقباء صباح الفصح”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حاوره روبير شعيب

روما، الخميس 13 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). – عقد في حاريصا-لبنان، لقاء لتنشئة الشبيبة على الرسالة والتبشير. وشكلت أيام اللقاء التي امتدت من نهار الجمعة 7 سبتمبر وحتى الأحد 9 منه تمهيدًا لتوعية وتهيئة الشباب اللبناني لاستقبال بندكتس السادس عشر الذي يزور لبنان من 14 وحتى 17 من الجاري.

نظم اللقاء الأب بولس فهد المريمي وذلك في مزار سيدة لبنان في حاريصا. كان اللقاء فرصة ثمينة للشباب اللبناني للقاء بدانيل آنج مؤسس حركة “شباب نور” (Jeunesse Lumière) والأب جانّي كاستوراني مؤسس “مدرسة الرسالة” التابعة للحركة التي أسسها الأب عينه “رقباء صباح الفصح” (www.scuoladievangelizzazione.it).

الأب كاستوراني هو كاهن من أبرشية فلورانس في إيطاليا. بعد أن قضى 3 سنوات في فرنسا وعاش خبرة رسالة “شباب نور” مع دانيل آنج، شعر بأنه مدعو لكي يحمل إلى إيطاليا الخبرة الإرسالة عينها فأسس في موتشانو، بالقرب من فلورانس، مدرسة الرسالة التي تستقبل سنويًا شبانًا وشابات يردون أن يكرسوا سنة (أو أكثر) من حياتهم لعيش خبرة مكثفة من الصلاة، الحياة الجماعية والتنشئة على الرسالة المسيحية في العالم، لكي يتعلموا كشباب أن يبشروا الشباب بالإنجيل.

في هذه المقابلة مع زينيت يشرح الأب جاني كاستوراني معنى اللقاء الذي عُقد في حاريصا استعدادًا للقاء الشبيبة بالبابا في بكركي، كرسي البطريركية المارونية نهار السبت 15 سبتمبر.

لطالما كرس يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر فسحة هامة للشباب خلال زياراتهم الرسولية. يذكر الشباب اللبناني بحماس لقاءهم بيوحنا بولس الثاني في حاريصا في عام 1997. ما كان هدف اللقاء الذي عقدتموه في الأيام الماضية؟

الهدف الرئيسي كان إعداد الشباب لمجيء بندكتس السادس عشر في الأيام المقبلة. أردنا أن نشجع الشباب اللبناني لأننا نعرف أن لبنان هو الوطن الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشكل فيه المسيحيون حضورًا هامًا. من الأهمية بمكان أن يبقى الشباب المسيحي في لبنان لكي يشهدوا ويحملوا الإنجيل. ولذا كان هدفنا تشجيعهم، تعزيتهم ونفحهم بروح ثقة. لقد أردنا أن نبين لهم مسيرة القداسة. إذا ترك الشباب المسيحي البلاد سيخلّون فراغًا كئيبًا. لهذا يريد دانيل آنج أن يكون قريبًا من الشباب المسيحي في لبنان بشكل خاص.

من يعرف دانيل آنج يلمس بسهولة حبه الخاص والمميز للبنان. هل يمكنك أن تشرح لنا الدافع وراء حبه الكبير للبنان؟

زار دانيل آنج لبنان للمرة الأولى خلال الثمانينات في خضم الحرب اللبنانية وذلك بتوكيل من يوحنا بولس الثاني. قال البابا له حينها: “لبنان هو ابنة البشرية الجريحة”. لماذا لبنان جريح؟ بنظر البابا لبنان جريح لأنه وطن مضياف، وضيافته هذه تعرضه مرارًا كثيرة للاعتداءات. الشعب اللبناني شعب سخي، مضياف، شعب مميز بالنسبة للرب.

العودة إلى لبنان بعد سنين طوال يشكل بالنسبة لدانيل آنج تجديدًا للثقة ولخبرة الضيافة التي عاشها في لبنان.

هناك أيضًا رباط آخر له مع لبنان. فالعديد من الشباب والشابات اللبنانيين شاركوا في خبرة “شباب نور” ثم عادوا إلى لبنان لعيش التبشير في أرضهم الأم. هذا وقد أضحى أحدهم كاهنًا. لذا فالرجوع إلى لبنان هو لقاء مع ثمار تنشئته هذ    ه.

لقد عاش دانيل آنج خلال زيارته إلى لبنان في الماضي خبرات قوية جدًا، منها خبرة الاحتفال بالقداس الإلهي في متراس الحرب في إحدى ليالي الميلاد، حيث توقف المتقاتلون عن القتال وشاركوا في القداس الإلهي. لقد كانت الخبرة بالنسبة لنا أعجوبة من عجائب الرب.

أنت واقع شبابي مكرس للتبشير. تقومون بالتبشير في أماكن غير معتادة مثل الشواطئ، النوادي الليلية، الطرقات حيث تجتمع الموامس… ماذا أردتم أن تنقلوا للشباب اللبناني من خبرتكم؟

في المقام الأول أردنا أن ننقل لهم الوعي لضرورة التبشير الجديد. إنها رسالة كانت عزيزة على قلب يوحنا بولس الثاني. لقد كان التبشير الجديد شعار حبريته الكبير. إن إحدى أهداف التبشير الجديد هي إيقاظ الشباب على ضرورة أن يكونوا هم مبشري أترابهم. مدرسة التبشير هي عضو في المجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد وزيارتنا إلى لبنان هدفت إلى تعزيز هذه الغيرة الرسولية.

إن موهبة مدرستنا هي التأمل والسجود للقربان والرسالة. نحن نعيش خبرة تأملية وننطلق كل ثلاثة أشهر للتبشير. لا بد من التذكير بأن دانيل آنج يأتي من خبرة نسكية. نتأمل وجه الرب ونحمل ما تأملناه للشباب في الشواطئ، في الطرقات وفي النوادي الليلية. مثل مريم المجدلية في صباح الفصح نحن نتأمل المسيح القائم من الموت لكي نحمله ونبشر به الآخرين.

محور الرسالة هو الشهادة للقائنا الشخصي بالمسيح الحي في حياتنا.

من يعرف عن كثب خبرتكم يعلم بأنها تقوم على أربع ركائز: الصلاة، الجماعة، التنشئة والرسالة. هذا الأمر يفهمنا بأن الرسالة تتطلب تجذرًا في الحب الذي يسجد وفي الحب الذي يعرف ويختبر ثم ينقل إلى الآخرين لا مجرد أفكار بل خبرة شخصية معاشة. ماذا نقلتهم إلى الشباب في لبنان؟

لم نكتف بالكلام عن الرسالة بل أردنا أن نعرض على الشباب اللبنانيين أن يحصلوا على تنشئة إيمانية لأن لبنان “أرض رسالة”. يقوم الكثيرون بالخدمة العسكرية والمدنية، ولكن كمسيحيين يجب أن ندرك بأن الخدمة الاجتماعية الأولى التي يجب أن نقوم بها هي التبشير بحسب ما علمنا يوحنا بولس الثاني. فالأم تريزا تذكرنا بأننا كم
سيحيين لسنا مجرد معاونين اجتماعيين. الكنيسة موجودة لكي تبشر بالإنجيل، هذا كان تعليم البابا بولس السادس في رسالته “التبشير بالإنجيل”.

لا يجب أن نفصل بين التبشير وأعمال المحبة، فهما بعدان يمشيان سوية. فما نفع أن نقوم بأعمال خيرية اجتماعية إذا لم نعط للآخرين ما هو جوهري: الله بالذات. إن أوروبا بتخليها عن المسيحية فقدت هويتها. أزمتها الاقتصادية ما هي إلا ما يظهر من أزمة أعمق، هي أزمة القيم، أزمة الإيمان. ولذا فنداؤنا للشباب اللبناني هو أن يسعى وراء التنشئة وينزل إلى الطرقات ليبشر بالمسيح.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير