البابا إلى الشباب اللبناني: لا يغرينكم "عسل الهجرة المر"

“أنتم تعيشون اليوم في هذا الجزء من العالم الذي شهد ولادة المسيح وتعزيز المسيحية. إنه لشرف عظيم!”

Share this Entry

بكركي، السبت 15 سبتبمر 2012 (ZENIT.org). – تم مساء اليوم اللقاء المنتظر بين البابا والشباب وقد توافد حشد كبير جدًا من الشبيبة من كل أنحاء لبنان ليلتقوا بالبابا في الصرح البطريركي في بكركي.

وكان للأب الأقدس كلمة إلى الشبيبة شجعهم فيها على التثبت بأرضهم وعلى الإيمان بقيم الحوار، التعايش، المصالحة والأخوة.

وذكّر البابا الشباب اللبناني بالشرف العظيم الذي حظوا به بأن يولدوا على الأرض التي شهدت ولادة الرب: “أصدقائي الأعزاء، أنتم تعيشون اليوم في هذا الجزء من العالم الذي شهد ولادة المسيح وتعزيز المسيحية. إنه لشرف عظيم! وهو دعوة للأمانة، لمحبة منطقتكم وبخاصة لتكونوا شهود ورسل لفرح المسيح، لأن الإيمان الذي ينقله الرسل يقود الى ملء الحرية، والفرح، وهذا ما أثبته العديد من القديسين والطوباويين من هذا البلد. رسالتهم تنير الكنيسة الجامعة”.

عسل الهجرة المر

وحذر البابا الشبيبة من تذوق “عسل الهجرة المر” في وجه صعوبة العيش وقلة استقراره فقال: “انا أعرف الصعوبات التي تواجهونها في حياتكم اليومية، بسبب قلة الإستقرار والأمن، وصعوبة إيجاد عمل أو حتى الشعور بالوحدة والتهميش. في عالم حركته مستمرة، أنتم بمواجهة العديد من التحديات الخطرة”.

وأضاف: “لا يجب على البطالة وعدم الإستقرار أن يدفعا بكم لتذوق “عسل الهجرة المر”، وتقتلعون من جذوركم وتنفصلون متجهين نحو مستقبل غامض. عليكم أن تشاركوا بمستقبل بلدكم، وتملأوا دوركم في المجتمع والكنيسة”.

كما وشجع الشبيبة على التجذر بالإيمان وردد على مسامعهم كلمات الطوباوي يوحنا بولس الثاني: “لا تخافوا. افتحوا أبواب عقولكم وقلوبكم للمسيح!” فإن اللقاء معه “يعطي أفقًا جديدًا للحياة، ومن هنا اتجاهها الحاسم”.

ثم قال: “لا تسمحوا للإحباط الذي تعيشونه اليوم بأن يجعل من عالم المخدرات، والتعاسة، والإباحية ملجأ لكم”.

سنة الإيمان

هذا ودعا البابا الشبيبة إلى عيش سنة الإيمان بعمق لاكتشاف كنز الإيمان: “إنّ سنة الإيمان التي توشك على البدء، ستكون بمثابة فرصة لاكتشاف كنز الإيمان الذي تكتسبونه عند المعمودية. يمكنكم أن تعمّقوا محتواه من خلال دراسة التعليم المسيحي ليكون إيمانكم حياً ولتعيشوه. وبالتالي ستصبحون شهوداً أيضاً على حب المسيح الذي يجعل جميع البشر إخوة”.

وبالحدث عن “الأخوة الكونية ” التي أسسها المسيح قال: “يدعوكم المسيح لتحذوا حذوه وذلك بالانفتاح بالكامل على الآخر حتى وإن كان ينتمي إلى ثقافة أو ديانة أو حتى جنسية أخرى. عند إفساح مكان له واحترامه والإحسان إليه ستصبحون أغنى بالإنسانية و أقوى بالسلام الذي يمنحكم إيّاه الرب”.

الإرشاد الرسولي

كما وحض البابا الشباب إلى قراءة الإرشاد الرسولي الذي وقعه أمس الجمعة “الكنيسة في الشرق الأوسط” وقال: “هذه الرسالة موجّهة إليكم أعزّائي الشباب ولشعب الله بكامله. اقرأوها جيداً وتمعّنوا بها لتستطيعوا تطبيقها. ولأساعدكم سأذكركم بكلمة القديس بولس إلى أهل كورنثوس “أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا، معروفة ومقروءة من جميع الناس. ظاهرين أنكم رسالة المسيح، مخدومة منا، مكتوبة بلا حبر، بل بروح الله الحي، لا في ألواح حجرية، بل في ألواح قلب لحمية”.

الشبيبة رجاء لبنان

وأردف الأب الأقدس مذكرًا الشباب أنهم هم رجاء لبنان: “أيها الشباب اللبنانيون، أنتم رجاء بلدكم ومستقبله. أنتم لبنان، أرض الضيافة، والعيش المشترك، مع هذه القدرة الفائقة على التكيف. وفي هذا الوقت، لا يمكننا أن ننسى آلاف الأشخاص الذين هم من المغتربين اللبنانيين، والذين يحافظون على رباط قوي مع بلدهم الأم. أيها الشباب اللبنانيون، كونوا مضيافين، ومنفتحين، كما يطلب منكم المسيح، وكما يعلمكم بلدكم”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير