بقلم أنطونيو جاسباري
روما، الاثنين 17 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).- تضمّن المؤتمر المريمي الدولي الـ23 الذي نظمته الأكاديمية البابوية المريمية الدولية، مداخلة لعميد الكلية البابوية لللاهوت “مريانوم”، الأب سلفاتوري بيريلا، الذي شرح مريمية البابوات الثلاثة الأخيرين.
جاء المؤتمر الذي عقد في الأيام الماضية تحت عنوان “المريمية منذ المجمع الفاتيكاني الثاني. استلام واستعراض ووجهات نظر” وكان أسبوعًا حافلًا من الأعمال واختتم بلقاء مع البابا.
أراد المؤتمر تبيان أنّ مريم ليست أبداً بديلاً عن المسيح وبأنّ التزامها يجب أن يدخل في نظرة الإيمان ممّا يعني معرفة دورها وطريقة تواجدها مع يسوع المسيح”.
في الإرشاد الرسولي “سيغنوم ماغنوم” (علامة عظيمة)، يتحدّث بولس السادس عن التناغم التام مع المجمع الفاتيكاني الثاني والذي بالنسبة إليه، التقوى تجاه مريم هي بالنسبة إلى الكنيسة “فرض حتمي لا يمكن الجدال بشأنه”.
منح الأب بيريلا كلّي القداسة بولس الثاني صفة الراهب البينيدكتي في أيامنا هذه لأنّه “على طول رئاسته الشديدة والغنية، كانت العذراء إحدى مواضيعه الأكثر تكراراً”.
أشار الكاردينال جوزيف راتزينغر، قبل انتخابه بابا، إلى أنّه بالنسبة إليه “تتركّز مواضيع الإيمان جميعها في أمّ المخلّص وفي اللاهوت المريمي”.
كما أشار رئيس “مريانوم” أنّه خلال العهد البابوي لبولس السادس وليوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر وتحديداً في الفصل الثامن من “نور الأمم”، عملت الكنيسة ورؤساؤها وإلى جانبهم اللاهوت على “تجديد وتعزيز المريولوجيا بطريقة مقنعة، لتسليط الضوء عليها من جديد ومجددين إجراءات تتماشى مع التعطّش الحالي لجمال وحقيقة سرّ المسيح والثالوث الأقدس الذي في داخله يبان الرمز المتواضع والرائع لأمّ الله”.
بالنسبة إلى الأب بيريلا، إنّ “الفصل الثامن من “نور الأمم” قد أدخل مريم الناصرية في سرّ الله الثالوث للمسيح بدءاً من كلمة الإيمان وبالأخذ بالاعتبار بالثقافة الحية في الكنيسة والمتنبهة إلى عرض عقيدة لا تكبّر عدم التوافق ولك التي من شأنها طرح التوافق والحوار الأخوي في المحبّة والحقيقة بين الكنيسة والكنائس المختلفة والطوائف المسيحية”.
صرّح رئيس الكلية الحبرية بأنّ مريم موجودة منذ البداية في المسيحية بسبب شخصها ودورها ولمعناها للإيمان ولحياة الإيمان”. وقد أضحت “جزءاً لا يتجزأ من الحياة الكنسية كما تبيّن الألفي سنة التي مضت في التاريخ المسيحي والتي قرأتها وحللتها الثقافة”.
هذا وبحسب الأب ستيفانو دي فلوريس بأنّ “أمّ يسوع لا تظهر فقط في العقيدة أو في العبادة في الكنيسةـ إنما هي عنصر ذو معنى في الديناميكية الثقافية لمختلف العصور”.
واختتم الأب بيريلا حديثه قائلاً أنّ “مريم العذراء تؤثّر على الثقافة وتغيرها وتنقّيها وتغنيها”.