بزمار، الخميس 20 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). – بعد القيام بالرياضة الروحية التي ألقى مواعظها سيادة المطران بولس غي نجيم السامي الإحترام، افتتح صاحب الغبطة الكاثوليكوس البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، أعمال السينودس المقدس للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، المنعقد في مقر الكرسي البطريركي، في دير سيدة بزمار، كسروان، في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء الواقع في 18 أيلول 2012، محاطًا بآباء السينودس . في بدء الاجتماع الأول، رفع الآباء المشاركون الصلاة، بشفاعة العذراء مريم والطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان، متضرعين الى الثالوث الأقدس ليمنحهم نعمة الإصغاء لإلهاماته السماوية والخضوع لها في كلّ ما هو خير الكنيسة عامة والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بخاصة لمواجهة التحديات التي تعترض سبيلها.
يشارك في جلسات السينودس أصحاب السيادة رعاة أبرشيات أرمينيا وأوروبا الشرقية ولبنان وإسطنبول وحلب والقامشلي ودمشق وبغداد ومصر والسودان وإيران وفرنسا وأوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وأميركا الجنوبية، واليونان، بالإضافة الى المدبّر البطريركي في القدس والأردن، والمدبّر البطريركي لجمعية كهنة دير سيدة بزمار البطريركية.
سيتطرق آباء السينودوس الى الموضوعات التالية:
– أولا :ستتقدم اللجان التابعة للبطريركية، لجنة الدعوات الكهنوتية والرهبانية، والإعلام والمسموع والمنظور والإنترنيت، اللجنة القانونية، لجنة التعليم المسيحي وطباعة كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الجامعة باللغة الأرمنية ، لجنة تحضير دعاوي القديسين، لجنة ترجمة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ونشره وطبعه باللغة الأرمنية الحديثة ، بتقديم موجز عن نشاطاتها التي قامت بها خلال السنة المنصرمة وما توصلت اليه من إنجازات، تجاوبا مع تطلعات المؤمنين. وسيقوم آباء السينودس بدراسة هذه النشاطات لأخذ القرارات الراعوية المناسبة دفعا للخدمة الكنسية والإجتماعية والتربوية والثقافية، آخذين بعين الإعتبار الظروف الراهنة التي تمرّ فيها بلدان الشرق الأوسط وشعوبها، وبالأخص أبناؤهم من الشعب الأرمني.
– ثانيا :دراسة الخطوط العريضة للكرازة الجديدة في ضوء تعاليم الكنيسة وكيفية تقديمها وشرحها للمؤمنين بالأخص للشباب منهم والشابات، مسلطين الضوء على “سنة الإيمان” التي ستعيشها الكنيسة من 7 تشرين الأول 2012 حتى 21 تشرين الثاني 2013، خلال هذه المدة سينعقد سينودس الأساقفة في روما برئاسة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والأساقفة، وموضوعه الكرازة المتجددة للإنجيل.
– ثالثا :تقييم زيارة قداسة البابا للبنان لتشجيع المسيحيين للبقاء في أوطانهم متجذرين في أراضهم ومحافظسن على تراثهم وتقاليدهم ولغاتهم وطقوسهم، والعمل على العيش المشترك مع جميع أبناء الوطن بطوائفهم المتعددة. كما قدّر آباء السينودس زيارة قدلسة الحبر الأعظم التاريخية لمقر بطريركية الأرمن الكاثوليك في دير سيدة بزمار، وتبريك تمثال الراهب هاكوب ميغابارد الذي عمل على طباعة أول كتاب باللغة الأرمنية في مدينة البندقية قبل 500 سنة.
وأخيرا أخذ الآباء علما بما قامت به الطوائف الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلة والمؤسسات والأحزاب لمساعدة الأخوة والأخوات المنكوبين واللاجئين.
وفي هذه المناسبة، يتمنى آباء السينودس للعالم أجمع السلام الدائم وللبلاد العربية الوئام والوحدة وللبنان خاصة الاستقرار في سياسته والازدهار في اقتصاده والأمان لشعبه ليبعد عنهم شبح الهجرة والعنف والضياع. كما يصلي آباء السينودس من أجل بدء عهد جديد مشرق في ظل حكومات رشيدة دون تباطوء أو تلكوء بعيدين عن الرؤى الضيقة والمصالح الفئوية ، لتفتح أمامه صفحة جديدة في تاريخه الحديث قوامها الشركة والشهادة والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية والأخوّة الإنسانية.
وفي الختام نوجّه نداءنا الى الكهنة والرهبان والراهبات والشعب المؤمن كي يرفعوا معنا صلواتهم بشفاعة العذراء مريم، سيدة بزمار العجائبية، والطوباوي أغناطيوس مالويان ، ليبارك الرب الآب القدير على كل شيء أعمال السينودس ويلهم الجميع، سياسيين وروحيين، وأصحاب السلطة والقرار، أن يتحلوا بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليقفوا بجرأة وقفة ضمير أمام التحديات المحدقة بالبلاد وليسجلوا في تاريخ الكنيسة ولبنان وبلدان الشرق الأوسط الحبيبة صفحات ناصعة ملؤها روح المحبة، والرجاء والوئام صونا لحقوق مواطنيهم أجمعين.
دير سيدة بزمار ، في 17 أيلول 2012
أمانة سر
سينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية