بقلم ريتا قرقماز
روما، الجمعة 21 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).- اعتدنا منذ القدم على فكرة الزواج الذي يشكّل اتّحاداً بين شخصين، المرأة والرجل، الّلذين يجمعهما حبّ واحد… فكيف إذا كان ما يجمعهما جنس واحد؟ هل تتّسع مؤسسة الزواج لمثل هذه الاتّحادات؟
اختلفت الآراء والمواقف حول موضوع زواج المثليين، فمنهم من لم يعارض كما حصل في نيوزيلندا وأستراليا واسكتلندا وغيرها من البلدان ومنهم من رفض بشدّة. وقد جمع بين هذه المواقف المتفاوتة كتاب “Debating same-sex marriage” الذي صدر حديثاً بقلم جون كورفينو، بروفيسور في الفلسفة في جامعة “ستايت يونيفرستي” في ديترويت، وماغي غالاغير، إحدى مؤسسي المؤسسة الوطنية للزواج وكاتبة عدّة مراجع عن الزواج. وقد عمد هذان الكاتبان على عدم الدخول في مواضيع المثلية الجنسية والنقاشات الدينية الدائرة حول هذا الموضوع.
في الكتاب، دعم كورفينو الزواج المثلي زاعماً أنّه سيكون جيداً للشخصين وللمجتمع ككل. وحتى ولو اعتدنا في تقاليدنا على فكرة الزواج بين الرجل والمرأة، فهذا لا يستبعد إمكانّية التغيير والتأقلم. كما أنّه نفى الضرر الذي يسببه مثل هذا الزواج على الأطفال، إذ ما من دليل على ذلك، ورفض فكرة أنّ السماح به قد يؤدّي إلى تغييرات أخرى في الزواج، ضمناً تعدد الزوجات وزنا المحارم.
وفقاً لغالاغير، فإنّ مؤيّدي الزواج المثلي يدعمونه إذ يعتقدون أنّ ما من حجّة عقلانيّة تحول دون إتمامه كما أنّهم يرون في معاداة الزواج المثلي خلفيّات يطغى عليها التعصّب والكراهية. جلّ ما يريده مؤّيدو الزواج المثلي هو المساواة ولا يعلمون أنّ من يعارضهم يحاول تقوية المجتمع المرتكز على ثقافة تربط بين الجنس والحب والأطفال والأمّهات والآباء.
خصّص كورفينو في كتابته شقّاً كبيراً لإثبات عكس الحجج المعطاة وتحدّث قليلاً عن مسألة الزواج المثلي، في حين حاولت غالاغير توضيح “كيف أنّ تقليد الزواج عادل ومنطقي وكيف أنّ الزواج المثلي سيغيّره” فبحسب ما قالته “القانون لا يتدخّل في العلاقات والصداقات كونها لا تشبه الزواج ولكن هناك قواعد تنظّم الزواج لأنّه مؤسسة عامّة توحّد بين الناس، صحيح أنّ الكثيرين لا يعون أهميّة الزواج الاجتماعية ولكن اتّحاد الرجل والمرأة يرتكز على وقائع إنسانية متينة لم تخلقها الحكومة ولا يمكن للحكومة أن تغيّرها”. كما اعتبرت أنّ التعامل مع المواضيع المختلفة، كموضوع الزواج المثلي، بطريقة مختلفة ليس تعصّباً. فالزواج المثلي يجرّد الزواج من أسسه ألا وهي الواقع البشري الذي يبيّن أنّ العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة لا يمكن مقارنتها بأي علاقة أخرى. وبالتالي، فاستثناء الزواج المثلي من مؤسسة الزواج ليس تعصّباً إنّما هو اعتراف بأنّه نوع آخر من العلاقات يختلف عن الزواج الذي هو واقع عالمي. واختتمت قولها بأنّ الزواج المثلي هو استيلاء الحكومة على مؤسسة لم تنشئها في الأصل، والسماح بالزواج المثلي هو تلاعب سياسي يختلف تمام الاختلاف عن طبيعة الزواج”.