حاوره خوسي أنطونيو فالريلا فيدال
روما، الثلاثاء 25 سبتبمر 2012 (ZENIT.org). – الحديث عن خادم الله، الكاردينال فرانسوا-زافيّ نغوين فان توان، يعني الحديث عن حياة اختبرت الألم، الظلم والفضائل اللاهوتيّة الثلاثة: الإيمان، الرجاء والمحبة.
فقد تذوّق جوع، برد واحتقار السجين. وكان ضحيّة نظام توتاليتاري معميّ كان قد أوقفه دون أي ذنب، فقط لأنه "خطر". ومع ذلك فقد كان مقتنعاً بأن كل ذلك جزء من مخطط الله، وكان يأمل ويحبّ مضطهديه لدرجة أنه ساعد البعض منهم خلال وجوده في السجن على اعتناق المسيحيّة.
أجرت زينيت حوارًا مع والدري هيلغمان، المسؤول عن قضيّة التطويب.
ما هو أكثر الأشياء المؤثرة التي انبثقت من الدراسات حول حياة الكاردينال فان توان؟
والدري هيلغمان: إنه شخص معقّد للغاية، بمعنى أن حياته بأكملها منذ البدء كانت قطرات مستمرّة من الإنجيل وأمطار لا متناهية من القداسة. أمّا أكثر ما يذهلني بروحانياته هو ثبات حبه للآخرين. لقد تمّ عزله، وخلال سجنه هذا، لم يكفّ يوماً عن حبّ الذين اضطهدوه، من أكبر المسؤولين في النظام حتى أدنى حرّاس السجن. هذا الحب الكليّ للمسيح، النزيه حتى تجاه العدو، مؤثر جداً اليوم، بالأخص في سياق اجتماعيّ حيث نعيش بأنانيّة كبيرة.
بما اتهم بالضبط؟
والدري هيلغمان: لقد كان الكاردينال فان توان سجينا دون سبب، بمعنى أنه لا وجود لتهمة فعليّة بحقّه، كما أنه لم تتمّ محاكمته ولا وجود لحكم صادر بحقه. إذاً التحدث عن سبب اتهامه اليوم هو لغز كبير لنا أيضاً. هناك العديد من العوامل الإجتماعيّة لتلك الحقبة تظهر أن هذا الأسقف كان "خطرًا" لنظام فارغ، نظام يتركز على لا شيء كالنظام الشيوعيّ، ولكن لا وجود لتهمة فعليّة.
عند قراءة كتابات الكاردينال في السجن، كيف كانت روحه، وما كانت افكاره كسجين؟
والدري هيلغمان: أكثر فكر مؤثر للكاردينال منذ اللحظات الأولى لسجنه، والتي استمرّت 13 سنة، كانت أن الله قد طلب منه تقدمة كل شيء، وترك كل شيء والعيش لله فقط. في الواقع إن الكاردينال –بالأخص خلال الفترة الأولى لسجنه- شعر بشيء قويّ جدّاً: عمل الله، والله. كما أنه في السابق، وكرئيس أساقفة كاوديوتر، كان فان توان يعيش لعمل الله. وقد شعر أنه في هذا السجن الله يطلب منه ترك عمله والعيش فقط من أجله.
من المؤكد أنك قرأت العديد من القصص والروايات لشهود في تلك الحقبة في السجن...
والدري هيلغمان: أجمل تلك القصص هي اعتناق أحد حرّاس السجن المسيحيّة. فلا يجب أن ننسى بأن العديد من الحراّس المسؤولين عن مراقبة هذا السجين قد اعتنقوا المسيحيّة. أظهر الكاردينال فان توان، مع حبه الشامل لهؤلاء الأشخاص ما هو حب المسيح. إذاً، من غير أن يعظ، ودون التحدث مباشرة إليهم عن المسيح، على مثال المسيح المتجسّد استطاع مع الوقت جعلهم يعتنقون المسيحيّة. وهذا لا يزال أمر غريب جداً.
هل تمكنت الكنيسة من الإتصال مع هؤلاء الحراس لقضيّة التطويب؟
والدري هيلغمان: إنّ الأجواء السياسيّة تجعل الأتصال بهؤلاء الأشخاص أمر صعب جداً. بالطبع لم يتمّ استجوابهم خلال المحاكمة، ولكن، بشكل استثنائيّ، قد نتمكن من إدخال شهاداتهم في وثائق المحاكمة، التي تسمح بإعادة بناء حياة والفضائل البطوليّة للكاردينال فان توان.
* * *
سنقوم بنشر القسم الثاني من المقابلة يوم غد الأربعاء