الكاردينال كورت كوخ يتحدّث عن رحلة البابا إلى لبنان

خطوة إلى الأمام في الحوار المسكوني

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

لـ ماريو بونسي

روما، الثلاثاء 25 سبتمبر 2012 (ZENIT.org). –  إنها خطوة كبيرة للأمام من أجل تحقيق الوحدة مع الكنائس الأرثوذكسيّة. هكذا وصف الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، رحلة بندكتس السادس عشر إلى لبنان، والتي شارك بها الكاردينال كأحد الأعضاء المرافقين. حلّل الكاردينال كوخ، عبر هذه المقابلة لجريدة الاوسيرفاتوري رومانو الفاتيكانية المعنى المسكوني لهذه الزيارة.

 إن التعليقات حول زيارة البابا قد تمحورت بالأخص على العلاقات بين المسيحيين والإسلام، وبشكل أقلّ حول البعد المسكوني. من هذا الاتجاه ما هو معنى الزيارة؟

نظراً للتوترات التي تحصل حاليّاً، كان ولا بدّ أن تتمحور تعليقات الصحافيين حول العلاقة بين المسيحيين والإسلام. ولكنيّ متأكد بأن هذه الزيارة ساعدت كثيراً للتعمّق بالعلاقات المسكونيّة وأعطت دفعة جديدة للبحث عن وحدة كاملة بين المسيحيين. إلى جانب ذلك يمكننا القول بأنه إذا كانت حقّاً الكنيسة الكاثوليكيّة، مع كل تنوعاتها، متّحدة بعمق مع الحبر الأعظم، يمكن التأكد من أن العلاقات بين الكنائس الكاثوليكيّة وجميع الكنائس الأرثوذكسيّة والشرقيّة ستصبح جيّدة تدريجيّاً. للتأكد من ذلك، يكفي النظر إلى لقاء دير الشرفة الذي جرى في جوٍ من الود الصريح.

هناك وئام بين مختلف الكنائس المسيحيّة في لبنان. هل هناك أيضاً مبادرات مشتركة؟

إن وضع العلاقات بين مختلف الكنائس المسيحيّة في لبنان في الواقع جيّد جدّاً. يساعد هذا الوضع الإتصال الدائم بين الكنائس لمواجهة مختلف الصعوبات. وقد تمكنّت من التأكد من هذه الحقيقة عبر الترحيب الذي تلقاه السينودس من أجل الشرق الأوسط. على سبيل المثال، قال لي البطريرك الماروني الراعي بأنه يفكّر بتنظيم لقاء مع جميع الأرثوذكسيّين لإعادة القراءة والتعمّق بالإرشاد الرسولي لما بعد السينودس. وهي مبادرة  يريد تكرارها حتى مع الإسلام.

كيف عاش الأرثوذكسيون زيارة البابا إلى الشرق الأوسط؟

لقد تلقينا حول هذا الموضوع تعليقات إيجابيّة كثيرة. وفي وقت  صعب لهذه الدرجة، وفي الحالات الحاسمة للشرق الأوسط اليوم، اعتقد أنها إشارة كبيرة للرغبة بالتعمّق بالإيمان ولتعزيز جميع الحقائق الكنسيّة.

ما أكثر ما أثّر بك على الصعيد الشخصي؟

لقد تأثرت كثيراً بحسن الضيافة التي تلقيناه في لبنان. وبالأخص باللطف الذي أظهره رئيس الجمهوريّة ميشيل سليمان، الذي ومن خلال مشاركته بجميع اللقاءات، أظهر عن مدى صدقه بدعوة الحبر الأعظم.

هل يمكن أن ينشر نموذج التعايش السلمي بين الأديان الموجود في لبنان، في جميع بلدان الشرق الأوسط؟

أعتقد أنه قد يكون مثالاً حسناً للجميع.  لأنه في الشرق الأوسط هناك عدد كبير من الأنظمة المبنيّة على أسس دينيّة. أمّا لبنان فهو دولة علمانيّة، ولكنها تحترم وتميّز جميع الديانات،وجميع المذاهب. وهذا ما يجعل الفصل بين الدين والدولة فعليّ. وهذا يسمح بالتطوّر الروحي وللمؤسسات الدينيّة الذي لا يمكنه إلّا أن يحمل  الخير لجميع مكونات المجتمع المدني. إنه خير مثال، قد يمكن لجميع البلدان اتباعه، وليس فقط في الشرق الأوسط. ولكن هذا موضوع آخر.

هل زيارة البابا قد اختصرت الوقت لتحقيق الوحدة بين المسيحيين؟

طبعاً، إن بندكتس السادس عشر وخلال لقاءه مع شرفت، أطلق دعوة للعمل معا دون انقطاع حتى يوصلنا حبنا للمسيح إلى اتحاد كامل بين جيمع الكنائس المسيحيّة. وأعتقد أننا إذا تمكنّا من الاتفاق دوماً، يمكننا التعمّق بالمعنى الحقيقي لإيماننا المشترك. وعندها الوصول، وفي اقرب وقت، إلى الوحدة المطلوبة. 

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير