بقلم نانسي احود
روما، الخميس 27 سبتمبر 2012 (ZENIT.org)- بعيد الإجتماع الذي دعت اليه لجنة مجلس الأساقفة في أوروبا، والذي حضره الأساقفة الأوروبيون في قبرص في مطلع سبتمبر، وقد طرحت فيه عدة أسئلة تدور حول محور الأزمة الإقتصادية في أوروبا، بان جليًّا بأن الأزمة هي أنتروبولوجية قبل أن تكون اقتصادية، ومستقبل أوروبا بالإضافة الى الإستبعاد الإجتماعي، يشكلان خطرًا داهمًا على الكنيسة.
عند اختتام اللقاء صدر بيان ذكرت فيه مخاوف الأساقفة وآفاق الأزمة في أوروبا، وذلك بحسب المكتب الإعلامي للجنة. التقى الأساقفة برئيس الجمهورية القبرصي الذي أكد اهتمامه بالأزمة في اوروبا وأشار الى أن حكومته تسعى الى تمتين السياسات الإجتماعية في الإتحاد.
طرحت في هذا اللقاء عدة نقاط ومنها مهمة الكنيسة في تعزيز التماسك الإجتماعي في أوروبا، وسجلت عدة مداخلات في هذا الصدد لأساقفة وأساتذة، وأعضاء في البرلمان القبرصي. تحدث الأساقفة عن عدة نقاط ما بين الحالة الإقتصادية القديمة والحالة اليوم، مشيرين الى أن التراجع يعود الى نقص في الحكمة، والتأمل، وغياب تفكير قادر على التوجيه كما كانت الحال مع بولس السادس.
مع التعمق في المعنى الإجتماعي في أنظمة وسياسات الإتحاد الأوروبي ظهر أن هناك نقص في وجود بعد أنتروبولوجي، واجتماعي قادر على استيعاب الفرد والمجتمع في جميع أبعاده. وهذا ما يرتد سلبًا على الكنيسة، فالسياسات الإجتماعية ليست موحدة وتنطبق على الجميع، ولكنها تستند على معايير اقتصادية بحتة، إذا هذا ما يضع التماسك الإجتماعي في أوروبا في دائرة الخطر.
أخيرًا، عاد الأساقفة ليؤكدوا من جديد اقتناعهم بأن أوروبا بحاجة الى المسيحية وإن للمسيحيين مسؤولية خاصة تجاه مستقبل أوروبا بغية أن يعطى التعليم قيمة ثقافية لهذه القارة، ولكي يتحاكى العلم والدين ويدخل الشباب الأوروبي في مشاريع تبادلات ثقافية طويلة الأجل. كما دعا الأساقفة الى التعاون ما بين الرعايا والمجالس الأسقفية في أوروبا، لإتمام مهمة الكنيسة بإعلان المسيح الى العالم. وتم أيضًا عرض المشاريع التي تقوم بها الكنيسة لتسليط الضوء على أنها تستطيع أن تعلن الرجاء حتى في بلد يعايش أزمة ما.