دمشق، الاثنين 29 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).- بعد أن أتمّ الأب فادي حداد دراسته في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند في شمال لبنان، تمّ تعيينه كاهناً في بطريركية الروم الأورثوذكس في دمشق عام 1995 كما عيّن كاهناً لأبرشية مار الياس في قطنا، القرية الصغيرة التي تقع جنوب غرب دمشق والتي تأثرت بالأزمة.
وفي محاولة لتحرير أحد أبناء الأبرشية الذي اختطفه فريق مسلّح، اختُطف الأب فادي الذي يبلغ من العمر 43 سنة بدوره وذلك في 18 أكتوبر 2012 ووُجد جثّة هامدة في 24 أكتوبر 2012 بعد أن أطلق عليه النار في رأسه…
إنّ الأب فادي هو الكاهن الشهيد الثاني في سوريا بعد أن اندلعت أعمال العنف فقد سبقه الأب باسيليوس نصّار في يناير 2012 في حماة التي تقع على مسافة 200 كم من شمال دمشق والذي قُتل أثناء محاولته إنقاذ جريح.
في يوم دفن الأب فادي حداد، أي نهار الخميس 25 أكتوبر 2012، اجتمع أساقفة دمشق، 6 أورثوذكس و4 كاثوليك، وصرّحوا بالتالي:
1 – نقدّم أحرّ التعازي إلى الكنيسة اليونانية الأورثوذكسية: البطريرك إغناطيوس الرابع والسينودس ورجال الدين والأبرشيات، ونرجو الربّ أن يستقبل في ملكوته الكاهن الشهيد وسائر الشهداء في سوريا.
2- نستنكر بقوّة الاعتداءات التي تستهدف المواطنين الأبرياء وأماكن العبادة المسيحية والمسلمة بالإضافة إلى رجال الدين الذين يعملون في الخدمة الإنسانية والروحية خلال فترة المعاناة التي تمرّ بها سوريا العزيزة اليوم.
3- تستنكر المؤامرة الخارجية التي تزرع الشرّ والدمار في بلادنا السلمية، فهذا العنف وهذا الانقسام ليسا من شيم الشعب السوري ولا من العادات السلمية.
4- نجدد دعوتنا إلى المصالحة وإلى وقف العنف ونزع السلاح ووقف سفك الدماء… وندعو في المقابل إلى الحوار لإيجاد حلّ يضمن السلام والحرية والعدالة والمساواة عند المواطنين كافّة.
5- نقدّم تمنّياتنا بالأفضل إلى إخوتنا المسلمين بمناسبة عيد الأضحى ونقول لهم: عيدكم هو عيدنا كما أنّ أفراحكم وأحزانكم في أيضاً تعنينا… إخوة كنّا وكذلك سنبقى.
6- في الختام، نتوّجه بالشكر إلى الكاهن الشهيد الجديد الذي توّجه الربّ الذي يعرف وحده كيف يواسي كنيسته، رعيته وعالئلته وكيف يعيد إرساء السلام في سوريا.
دمشق في 25 أكتوبر 2012
مجلس أساقفة دمشق
