وجّه المونسينيور جاك بهنان هندو رئيس أساقفة أبرشيّة الحسكة والنصيبين للسريان الكاثوليك، نداء استغاثة إلى رئاسة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والتي موقعها الرئيسّي في روما، ونداء آخر لرئيس وزراء العراق نوري كامل محمد حسن المالكي.
“إن الوضع السوري على شفير الهاوية، يجب تحاشي كارثة كبيرة”.
هذا ما نقلته وكالة فيديس شارحةً بأن رئيس الأساقفة هندي قد توجّه بهذا النداء إثر حالة الطوارئ المؤلمة التي تضرب حاليّاً منطقة الجزيرة في سوريا. ولكي يسلط الضوء على الوضع الراهن في سوريا محذّراً أنه قد “يتحوّل إلى كارثة”.
شرح رئيس الأساقفة جاك بهنان هندو بأن الوضع الإقتصادي سلبيّ جدّاً، إذ أنه في بداية العام جميع النشاطات والصفقات الإقتصاديّة مشلولة. والطرق الرئيسيّة مقطوعة منذ حوالي الشهر، أمر بغاية الخطورة إذ أن المواد الأوليّة الضروريّة لا تصل إلى القرى وذلك يسبب بارتفاع الأسعار. هذا بما يتعلّق بالمأكولات بينما الوقود الذي شحّ بدوره إزاء انقطاع الطرقات يسبب بعدم التدفئة والبرد الشديد للسكان. ولا ننسى بأنه قد حان وقت الزرع، أي التحضير للمواسم المقبلة وهذا أمر لن يحصل نظراً للحوادث الجارية.
ذكّر رئيس الأساقفة بأن المنطقة، أي منطقة الجزيرة في سوريا، كانت تعرف بجودة القمح الذي تنتجه، ولكنه يتمّ بيع المحصول بسعر رخيص جدّاً، وهذا بسبب سياسات زراعيّة ناتجة عن حكومة دمشق.
ولم يتوقف رئيس الأساقفة فقد اشتكى النقص في المواد الأوليّة، كالحليب للأطفال والأدوية. قائلاً بأن الطريق الوحيد الممكن اتخاذه هو الطريق الدولي المتجه إلى العراق.
لذلك وجّه نداء آخر لرئيس الوزراء العراقيّ نوري كامل محمد حسن المالكي، قائلاً: “نتوسّل إليكم ان تساعدونا بسرعة فائقة، باعثين لنا الوقود والقمح”.
ثم ذكّر رئيس الأساقفة السوريّ بأن معاناة شعبه هي ذاتها المعانات التي نرّ بها الشعب العراقيّ، ثم قال: “نحن نعاني من فرض الحصار كما عان الشعب العراقيّ. إن الأطفال هم أول الضحايا. ولقد عشتم وواجهتم هذه المآسي، فلماذا على الشعب أن يتحمّل العقاب وحده دون الحكومة. بهذا الشكل، تهتمّ الدول بمصالحها الخاصّة دون الاكتراث بالإنسان، وتتخطى الحقوق التي قد قدّمها الله لنا بأعماله”.