كما في كل عام، احتفلت مراكز الدفاع عن الحياة بعيدها في أوائل شهر فبراير، وكان هذا العام العيد الـ35. لعبت هذه المراكز خلال السنوات الماضية دوراً مهمّاً، إذ أنها كانت الأداة الرئيسيّة لإعادة تسليط الضوء على موضوع مهّم جدّاً ألا وهو الحمل والدفاع عن الحياة ، والذي في معظم الأوقات يتمّ تناسيه وتجاهله من قبل مجتمع اليوم.
تريد مراكز الدفاع عن الحياة، من خلال هذا اليوم، ايصال رسالة: “توليد الحياة يساعد على تخطي الأزمات”. وهي رسالة أمل هدفها جعل المخاوف وعدم الثقة بالمستقبل تضمحلّ.
تعمل هذه المراكز عبر مساعدة النساء والعائلات على اكتشاف كيف يمكن أن نجد خلف الحمل غير المرغوب به نعمة غير منتظرة.
بالمناسبة يقوم المتطوعون في هذه المراكز، مراكز الدفاع عن الحياة، بجعل هذا اليوم مميّز مليء بالفرح، يبيعون خلاله جرار من الورد حتى يتمكنوا من جمع الأرباح التي تستخدم في نشاطاتهم. وهم ليسوا متطوعين عاديين، إذ أن موضوع الإجهاض موضوع دقيق وصعب التحدّث به، ولكنّهم ينقلونه بشكل ممتاز للعالم الخارجيّ، شارحين بأن عملهم هو الدفاع عن الحياة.
قال ماريو أحد المتطوعين: “بعد سنتين من العمل كمتطوّع، تعرّفت على أشخاص كنت قد اعتبرتهم في الحياة العاديّة غير موجودين. كل امرأة التقيت بها، أظهرت عيش الحمل بشكل مختلف عن الأخريات، لأن كل انسان مختلف عن الآخر، ولا وجود لوصف واحد للألم، حتى ولو أنه بشكل سطحيّ قد يظهر على هذا النحو. لذلك أحاول افهامهنّ أني موجود لمساعدتهنّ وليس فقط للقيام بعمل التطوّع العاديّ. وإني موجود للإستماع الى مشاكلهنّ، ومخاوفهنّ المختلفة عن مشاكل ومخاوف شخص آخر. فبعضهن يخاف من الحمل غير المرغوب به، إمّا خوفاً من فقدان الشريك وإمّا خوفاً من الصعوبات الاقتصادية وقد يكون السبب أيضاً خوفاً من تبدّل في مشاريعهنّ”.
واختتم ماريو قائلاً بأن هناك وجود لسبب واحد مشترك بين الجميع، وهو الفرق الكبير بين الحياة التي نرغبها والحياة التي نعيشها، لأنه مع وصول طفل تتغيّر كل المشاريع. إن عمل المتطوعين هو التوصّل إلى محو هذه المخاوف بالحب والتفهّم، موصلين النساء للنظر بشكل أفضل إلى حدث وصول الطفل في حياتهنّ.
أمّا يوم الدفاع عن الحياة فهو مجموعة أشخاص يجتمعون لمرّة واحدة في السنة ليعلنوا عن المفاجئات غير المتوقعة في مسيرة حياة الأشخاص التي قد تظهر في الكثير من الأحيان فرص نموّ وأدوات لازمة للحصول على حياة غنيّة بالحبّ وذات أهميّة كبيرة.