الحبّ الصوفيّ يجمع بين يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر

حديث للمونسينيور برونو فورتي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بمقالة وردت في جريدة إيطاليّة، تحدّث المونسينيور برونو، رئيس أساقفة كيتي-فاستو، عن المقارنة بين خيار البابا يوحنا بولس الثاني وخيار البابا بندكتس السادس عشر.

اختلفت الخيارات أمام عجز القوى الجسديّة، فإن البابا البولونيّ أمام المرض والمعاناة والموت قد اختار معاناة الصليب. وبما أن المونسينيور برونو قد رافقه بإحدى رياضاته الروحيّة فقد نقل عنه كلام لا يمكن أن ينساه: “على البابا ان يعاني من أجل الكنيسة”. إن الأناجيل تشهد على أن يسوع امام المعاناة الكبيرة قد تلفّظ بكلمات مشابهة.

ثم أعطى المونسينيور برونو عدّة أمثال حول الفكر السلافي بما يتعلّق بالمعاناة. ولذلك لا نستغرب بأن البابا يوحنا بولس الثاني السلافي جعل من مهامه شهادة، وقد أراد أن يعلن للعالم بصمت عن معاناته، الذي أظهرها عند إطلالته من نافذة القصر الحبريّ من دون أن يتمكن من لفظ أيّة كلمة.

أمّا بندكتس السادس عشر فقد اتخذ آفاقًا ثقافيّة ورمزيّة مختلفة، إنه رجل يعلم بأن عليه أن يعطي مجانًا ما قد تلقاه مجانًا. وهو يعلم بأن هذا العطاء من دون مقابل هو الخدمة التي دعي لأدائها، كمفكّر وكراعٍ وكرسول، مرسل من قبل الرب ليعمل في كرمه، كعامل بسيط مشغول بنشر الذكاء والإيمان، اللذين تلقاهما من الله، في سبيل مشيئة الله في هذا العالم.

ولم ينس جوزيف راتزينغر كلام المسيح في متى: “تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونها، وأن أكابرها يتسلطون عليها. فلا يكن هذا فيكم، بل من أراد أن يكون كبيراً فيكم فليكن لكم خادماً. ومن أراد أن يكون الأول فيكم فليكن لكم عبداً” ولقد كتب عبارات كثيرة في تعاليمه التي نشرت عام 2005. تدلّ هذه الكلمات، بأن التنازل عن المهام عندما تضعف قوانا الجسديّة هو اعتراف متواضع بمشيئة الله، وعبارة عن إيمان غير مقيّد.

وبهذا الشكل فإن صوفيّة الصليب للبابا السلافي وصوفيّة الخدمة للبابا الألمانيّ هما وجهين لحبّ واحد: وهو حبّ يسوع المسيح المخلّص والآب الذي وهبه لنا، كعربون حبّ للكنيسة والبشرية.

ولذلك فإن البابا الذي سيخلف البابا بندكتس السادس عشر الذي قرّر متابعة حياته بالصمت والصلاة، عليه أن يسير على خطاه معتبراً القوّة الوحيدة هي حب يسوع الذي تلقاه ليعيشه ويعطيه للجميع بلا حدود.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Marie Yaacoub

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير