نعيش في ھذه الأيام أسبوع الآلام المقدس والذي فيھا نرافق يسوع في دربه، درب الجلجثة
نحو الصليب والقيامة. إن عيش أسبوع الآلام المقدس يعني تعلم “الخروج” من أنفسنا للذھاب نحو لقاء
الآخرين، لا سيما البعيدين، والمنسيِّين، المحتاجين لفَھم ولتعزية ولمساعدة؛ يعني امتلاك القدرة على
مشاركة الآخرين الآلام والمخاوف، الأفراح والآمال؛ يعني تبني منطق لله، أي منطق الصليب- والذي لا
يعني الألم والموت، بل المحبة وتقدمة الذات التي تجلب الحياة؛ يعني عدم الاكتفاء ببعض الصلوات، أو
بمجرد حضور قداس يوم الأحد، بل امتلاك شجاعة “الخروج” من حساباتنا الضيقة والكرزة بالمسيح
بفرح. إن أسبوع الآلام المقدس ھو وقت النعمة الذي فيه يھبنا الربُ نفسَّه لكي يفتح أبواب قلبنا، وحياتنا،
وكنائسنا، وحركاتنا الكنسية، وجمعياتنا للآخرين، لكي نحمل لھم نور وفرح إيماننا، ومحبة ورأفة وصبر
لله.