كيف يمكننا أن نفهم القيامة مادمنا بعيدين عن بعضنا؟

المطران درويش في جناز المسيح

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش  رتبة جناز السيد المسيح في كاتدرائية سيدة النجاة – زحلة بحضور رئيس بلدية زحلة – المعلقة المهندس جوزف دياب المعلوف، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود ورئيس هيئة الأركان في قوى الأمن الداخلي العميد سامي نبهان، إضافة الى حشد كبير من المؤمنين ولفيف الإكليروس الموقر.

وبعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة قال فيها ” يوم الجمعة العظيمة نرى الله مصلوبا، إنه إله يختلف عما نفكر به في غالب الأحيان. على الصليب لا يمكن أن نرى المجد ولا القوة ولا السيادة ولا التسلط. نرى فقط الضعف، الألم والضعة، نرى فقط بذل الذات. نرى الحب

في روحانيتنا الشرقية، نحن لا نرى على الصليب يسوع المسيح فقط، بل نرى العالم معه مصلوبا. إنه لسر عظيم فالمسيح تألم ثم قبل أن يصلب من أجلنا.

أية شهادة أكبر من هذه الشهادة؟ ونحن نتسائل لماذا؟

كثيرون يموتون اليوم من أجل قضايا خاطئة رغم أنهم يظنون بأنها صحيحة. فالموت لا يشهد للحقيقة!.. وحدها محبة المسيح تشهد للحقيقة ” ليس من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحباءه” يقول السيد المسيح (يو 15: 13). ويسوع المسيح “أحبنا عندما كنا اعداء، ليجعل منا أصدقاء” (القديس أغسطينوس).

كما أن قيامة المسيح وحدها هي علامة هذه المحبة العظيمة كما جاء في سفر أعمال الرسل (17/31) “الله قدم للجميع علامة حقيقية في يسوع اذ اقامه من الاموات”

وأنتم أيها الأحباء!. ألا ترون أننا مازلنا بعيدين عن فهم وصية يسوع الجديدة “أحبوا بعضكم .. كما أنا أحببتكم” فكيف يمكننا أن نفهم القيامة مادمنا بعيدين عن بعضنا؟ كيف يمكننا أن نتكلم عن محبة الله وفي قلبنا تفرقة وحقد وإشاعات وكلام باطل؟ كيف يمكننا أن نعلن ايماننا بالقيامة ولا نريد أن نتكلم مع بعضنا البعض والنتيجة ما هي؟ مجتمعنا المسيحي ممزق الى شيع وأحزاب

كيف يمكننا أن نعلن بأننا متمسكون بتعاليم الإنجيل، وأمام أعيننا أناس يذبحون يوميا باسم الدين أو باسم قناعات لا تمت للبشرية بصلة؟ ألا نخون بذلك السر الفصحي الذي نحتفل به؟

رغم ذلك الوجه المأساوي الذي تعيشه بشريتنا فنحن نرى حضور يسوع المسيح في قلب ألامنا تعزية لنفوسنا ورجاء لنا. فنحن نعلم أن أهم حاجة للمتألم أن يرى قربه ومعه من يحبه ويعزيه! من يسمعه ويصغي إليه! وهذا بحد ذاته يخفف من الألم.”

وفي ختام الرتبة حمل المؤمنون نعش السيد المسيح وجالوا به في أرجاء الكاتدرائية ملتمسين منه السلام . 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير