انضم عشرات الحجاج من لبنان الى البابا فرنسيس ليشاركوا معه صلوات درب الصليب التي تجرى كل سنة في الكولوسيوم.
كان شباب لبنان قد تلقوا الدعوة من البابا بندكتس السادس عشر ليشاركوا في هذه السنة بصلوات درب الصليب-Via Crucis— بعيد زيارة البابا الى لبنان، كما دعاهم الى تحضير التأملات للمناسبة. توجه 45 شخصًا من الشبان اللبنانيين الى روما ليشاركوا في درب الصليب مساء أمس الجمعة 29 مارس.
أفادنا الأب توفيق بو هدير، وهو منسق مكتب الشبيبة في الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، أن هذه التأملات تمثل الشباب اللبناني من مختلف قطاعات الحياة: من ذوي الاحتياجات الخاصة، والإكليريكيين، والرهبان، والشباب المنتمين الى حركات رسولية، والذين يشاركون في حوار مسكوني بين الأديان، وطلاب الجامعات. وتضمنت التأملات أيضًا مقتطفات من الكتاب المقدس، ومن الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط”، ومن رسائل حبرية أخرى.
كما روى الأب أيضًا كيف أنه تم تسليم التأملات الى الفاتيكان للمراجعة في 10 فبراير أي بيوم واحد قبل إعلان البابا بندكتس لاستقالته. وأضاف أنه وعلى الرغم من شعورهم بخيبة أمل لغياب البابا بندكتس، فهم لم يفقدوا الأمل أبدًا “لأن الرب، وبحسب ما قال البابا بندكتس، هو قبطان الكنيسة: ولن يدعها تغرق أبدًا.”
كذلك قال الأب: “عندما انتخب البابا فرنسيس عمّنا الفرح والرجاء”، مشيرًا بشكل أو بآخر الى الطريقة التي شكل فيها الشباب اللبناني جسرًا بين بندكتس السادس عشر وخليفته.
هذا وتابع الأب بو هدير قائلًا أن كتابة التأملات تضمنت كل المعاناة الموجودة في الشرق الأوسط: “كل الشهداء والضحايا، كل التمييزات، ورجاء الشبيبة ومشاكلها.”
وشدد الأب على أن هذه التأملات ليست حكرًا “على الشرق واللبنانيين: بل هي عالمية. نحن وضعنا الكثير من العناية والروحانية في هذه التأملات، والآن نوحد هذه الصلوات مع آلام المسيح ربّنا ومعاناته، وبمساعدة صلاة الجماعة نبلغ القيامة.”
في منطقة تسعى الى “ربيع” جديد قال الأب بو هدير أنه يأمل بأن تكون هذه الصلوات بمثابة تذكير “بأن الربيع الوحيد الآتي هو الربيع الذي يشع في طريق الصليب، طريق الصلاة، طريق الإيمان، بلوغ ربيع القيامة، ربيع الرجاء.”
طوني الشايب هو عضو في إحدى الحركات في لبنان التي تم دعوتها للمشاركة في درب الصليب هذه السنة مع الأب الأقدس. طُلب من جماعته تحضير تأمل المرحلة العاشرة، “يسوع يُعرّى من ثيابه.”
قال الشايب: “شعرنا حقًّا بأن الله يدعونا بأن ننشر الرسالة الى العالم أجمع، شعر جميع الشباب بأن هذه مسؤولية كبيرة- وكأنها مهمة. إنها فرصتهم ليعبّروا عن إيمانهم، وشراكتهم مع العالم أجمع.”
“نحن نؤمن أنه بين الشباب يوجد رجاء جديد. من جهة يمكنكم أن تروا أن الكثيرين منهم لا يهتمون بالسياسة، ولا ينتظرون شيئًا من السياسيين…ولكن من جهة أخرى، المسيح موجود هنا. لدينا أيضًا الحياة بين الشباب، وهذا في انتشار مستمر.”
هذا وتحدث عن المعنى الكبير الذي حملته زيارة البابا بندكتس السادس عشر الى شعب لبنان. “قبل الزيارة كانوا يقولون “علينا أن نهرب”، ولكن بعدها قالوا “هذه مهمتنا ونريد أن تساندنا الكنيسة الجامعة وتتحد معنا في مهمتنا- لا أن نهرب من صليبنا. هنا ستكون القيامة.”
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية