نظّم المعهد الحبري ريجينا أبوستولوروم لقاء في 1 و 2 مارس، تحت عنوان الكفن والتبشير الجديد. شارك فيه العديد من الشخصيات والخبراء والعلماء بالموضوع.
قابلت زينيت المنظمين لهذا اللقاء وهما الأب رفاييل باسكوالي مدير معهد العلوم والإيمان، والأب نيكولا توفالياري كاهن الجامعة الأوروبيّة في روما.
متحدّثاً عن كيف تم تنظيم هذا اللقاء حول موضوع الكفن والذي يتزامن مع سنة الإيمان، قال الأب باسكوالي بأنهم يعملون منذ سنوات عديدة على هذا الموضوع، ولكن سنة الإيمان قد دفعت بهم للتفكير أكثر بموضوع الكفن، لأنها حسب رأيهم هو أداة خاصّة للتواصل ولنقل الإيمان للبشريّة في هذا الزمن. ولا يمكن إلا أن نذكر بأن هذا اللقاء جرى بوقت زمنيّ مهمّ جدّاً تاريخيّاً إذ أن لا أحد فكّر يوماً بأن البابا بندكتس السادس عشر قد يستقيل وقد يقفل عهده.
ثم إجابةً منه عن أهميّة صورة الكفن بقبول أن يتواصل الله مع العالم الماديّ بهذا الشكل، فأجاب بأن الرغبة برؤية وجه الله موجودة دوماً، وإن اللقاء مع أيّ انسان هو النظر إليه والتحدّث معه، وبالتالي فرغبة كل انسان هي لقاء الله. والله قد لبى دعوة الإنسان عبر هذا الكفن، إذ أنه يسمح لنا برؤية يسوع، ورؤية الوجه الذي أراد الله أن يرينا إياه وهو وجه المحبّة، حيث تكمن ذروة عطاءه وكرمه.
ان مشروع التبشير الجديد يرتكز على النشاطات والعمل، أمّا الكفن فهو صورة ثابتة، فكيف يمكنه أن يجذب مسيحيين جدد؟ وهنا أجاب الأب باسكوالي بأن الكفن سيجذب الكثيرين، ولكن عليهم أولاً إظهاره للناس، عبر مختلف الوسائل، ومن بينها المعارض حيث أن الإنسان بمفرده يقوم بزيارة هذا الكفن والنظر إليه. ولقد توصلوا للإستنتاج بأن الكفن علامة، غالباً ما تؤثر بمن يزورها. وذكّر الأب باسكوالي بكلام فتى: “لقد قدمت إلى الأراضي المقدّسة للبحث عن يسوع… ولقد وجدته في هذا المعرض”.
أمّا من ناحيته فقد تحدّث الأب توفالياري عن الكيريجما الذي هو الإعلان عن يسوع البارحة، اليوم ودوماً. والكفن فالواقع ليس موضوع ايمان، ولكن قد يكون وسيلة أو قناة تساعد على فتح العقول والقلوب للإيمان، ولهذا السبب فهو أداة للتبشير الجديد.</p>
وأخيراً شرح الأب توفالياري بأن الصور تتحدّث، ولهذا السبب تم بناء الكاتدرائيّات التي تنقل عبر الصور مراحل الإنجيل. وبما أننا معتادين على رؤية الصليب معلّق داخل منازلنا، نستغرب عند رؤية هذه الصورة التي تنقل صورة تنزف، ولكن مع أن الكفن قد يزعجنا ولكنه يقدّم لنا صورة انسانيّة وإلهيّة، تقود بنا لاكتشاف صورة حبّ ، وتعالٍ وقيامة.