قامت مجموعة من المسلمين الغاضبين بحرق مئات المنازل المسيحيّة في شارع بدامي باغ في بونجاب، الباكستان، بحسب ما ورد عن وكالة فيدس.

غالباً ما يكون وراء أعمال الشغب هذه قصّة تجديف.

 بدأت هذه الأعمال يوم الجمعة مساءً، بعد الصلاة الإسلاميّة، عندما قامت مجموعة من الشباب بحثاً عن "مطاردة التجديف"، وهنا يتعلق الأمر بالشاب المسيحيّ سوان مسيح، المعروف أيضاً بـ"بوبّي".

لقد أوقع هذا الهجوم 140 قتيلًا و120 جريحًا، من أطفال ونساء ورجال، وأيضاً أسقف الجماعة المسيحية الإنجيلية، أكرم جيل، الذي توجّه إلى المكان لإيقاف العنف.

لقد نفى والد المدعى عليه أمر تورّط ابنه بهذه الأعمال.

بما يتعلّق بهذه المأساة قال المونسينيور سيباستيان شاو، المسؤول الحبريّ في لاهور لوكالة فيدس: "علينا ادانة أعمال العنف هذه ونطلب من الحكومة تأمين الأمن للمواطنين، بالأخص، للأقليات الدينيّة."

وتابع المونسنيور قائلاً: "هناك أشخاص يريدون الحصول على العدالة ويعتقدون بأنهم أقوى من القانون. إنه أمر محزن جدّاً يؤثر بالمدينة. إن الأبرياء ليسوا بأمان في بيوتهم".

ثم أختتم كلامه: "نوجّه للعائلات المتضررة تضامننا ودعمنا. ولقد بدأنا مع كاريتاس بتأمين أماكن لهم. في هذه البلاد علينا العمل بجهد لتأمين السلام والإنسجام".

ومن ناحيتهم لم يوافق المسلمون على هذه الأعمال، إذ أنه ورد بيان يقول: "نشارك المسيحيين آلامهم وقلقهم ونطلب من الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من حلول العدالة"، ولقد وقّع هذا البيان كل من رئيس المنتدى الإسلامي تحفّظ وناموس ورسالة مهاز، ورزا ومصطفى نكشباندي، والزعيم السني لمجلس الاتحاد، العلامة محمد طاهر القادري. وحتى السلطات الباكستانيّة قد أدانت هذا العنف.

أمّا الرئيس آصف علي زرداري طالب بالتحقيق قائلاً: "أعمال شغب كهذه ضدّ الأقليات تسيء إلى صورة بلادنا".

أمّا وزير العدل، رنا سناءالله قد زارت المكان وصرّحت: "ستتم معاقبة أعمال العنف هذه وسيتمّ التعويض، خلال خمسة أيام، لمن تضررّت أملاكهم".