ذكّر البابا فرنسيس في عظته التي ألقاها خلال القداس الذي ترأسه يوم الأربعاء 17 أبريل في دار القديسة مارتا بأنه يكفي أن نكون قد نلنا سر المعمودية لكي نبشر، قال البابا هذا ليحث المسيحيين وبشكل خاص العلمانين على التبشير وشدّد: “أصبحت الكنيسة “حاضنة” ولم تعد أمًّا.”
استوحى البابا عظته من أعمال الرسل (8، 1-8)، فتكلم عن الجماعة الأولى التي كانت تعيش المحبة المتبادلة والطمأنينة والسلام والتي كانت تعاني الاضطهاد، وذلك بحسب راديو الفاتيكان. أراد البابا أن يسلط الضوء على أن الجماعات الأولى كانت تبشر وحدها من دون أساقفة أو كهنة. (أعمال 8، 4)، فأضاف: “لقد تركوا منازلهم ولم يأخذوا معهم إلا القليل، لم يكونوا بمأمن ولكنهم تنقلوا من مكان الى آخر ليكرزوا بالكلمة. غناهم كان إيمانهم الذي أعطاهم إياه الرب. كانوا مؤمنين، معمدين منذ سنة أو سنتين، ولكنهم كانوا يملكون الجرأة ليذهبوا ويبشروا، وكان الناس يصدقونهم! وقد اجترحوا المعجزات!”
أكد البابا أن نوال سر المعمودية يكفي لكي “يحظى الشخص بالقوة الرسولية، وقوة الروح” ليبشّر. وتساءل هل يتحلى الأشخاص المعمدين اليوم بهذه القوة ليبشروا؟ أم هم فقط يأملون أن يتكلم الكاهن أو الأسقف؟ أسف البابا على أن الأشخاص لا يعطون سر المعمودية حقّه بل ينشغلون في أعمالهم وفي بعض الأحيان يقولون: “لقد تعمدنا، وتثبتنا، ونلنا القربانة الأولى…ومن ثم ينامون بهدوء: أنت مسيحي. فأين قوة الروح التي تدفعك الى الأمام؟”
من ثم أضاف البابا قائلًا إن كان كل شخص أمينًا للروح لكي يعلن يسوع بحياته وشهادته وكلمته، تصبح الكنيسة إذا أمًّا تلد الأطفال. ولكن حين نغفل عن التبشير تصبح الكنيسة “الحاضنة” لا “الأم”، الحاضنة التي تهتم بالطفل كي ينام، فتكون كنيسة “مصابة بالنعاس.”
شدد الأب الأقدس على أنه لدينا مسؤولية كبيرة نحن الذين نلنا سر المعمودية ألا وهي: “أن نعلن المسيح، ونجعل الكنيسة تتقدم. فنحن مسيحيون وهذه هبة تجعلنا نتقدم الى الأمام في إعلاننا ليسوع المسيح بقوة الروح.”
اختتم البابا طالبًا من كل شخص أن يسأل الرب القوة ليكون شخصًا معمّدًا شجاعًا، وأن يكون واثقًا بأن الروح الذي ناله في المعمودية يدفعه دائمًا الى إعلان يسوع المسيح في حياته، بشهادته وكلمته.