احتفل البابا فرنسيس بقداس بمناسبة عيد ميلاد بندكتس السادس عشر بالصلاة لأجله. البابا صلى لأجل البابا إذاق: “لنقدّم هذا القدّاس على نيّته (نية بندكتس السادس عشر)، حتى يكون الله معه، ليرافقه ويقويه”.
شارك بالقدّاس الصباحيّ للبابا في دارة القديسة مارتا، الكاردينال جوزيبّي بيرتيللو الذي شارك بالذبيحة الإلهيّة مع البطريرك فؤاد طوال، وجميع العاملين في إدارة دولة الفاتيكان.
وبعد أن تقدّم بالتهاني إلى بندكتس السادس عشر، تحدّث البابا عن موضوع الروح القدس، وعن القرارات التي تنبع من وحيه، كقرار البابا بندكتس وكالمجمع الفاتيكاني الثاني وكيف أنه من الصعب في الكثير من الأوقات قبول القرار إذ انه يحمل تغيرات جذريّة وقويّة.
ثم أعطى الحبر الأعظم مثل شهادة اسطفانس، من الشهادة إلى العبادة. ثم قال بأن الروح القدس يزعجنا، لأنه يحركنا، يجعلنا نمشي، يدفع بالكنيسة للتقدّم.
عندها قال البابا: “نريد ترويض الروح القدس، وهذا أمر لا يجوز! لأنه الله، هو الريح الذي يهب وأنت لا تعلم من أين، هو قوّة الله، هو الذي يمنحنا الصبر والقوّة للمضيّ قدماً”. ثم أضاف البابا متنهدًا: “المضيّ قدماً، أمر مزعج، والراحة أفضل بكثير. واليوم يبدو أننا جميعاً فرحين بوجود الروح القدس بيننا، ولكن هذا ليس صحيحاً”.
والمثل على ذلك هو المجمع الفاتيكاني الثاني: “إن المجمع كان عمل الروح القدس”، والبابا يوحنا كان “مطيعاً للروح القدس وقام بذلك”. أمّا نحن فماذا فعلنا؟ تساءل الحبر الأعظم: “بعد 50 سنة، هل صنعنا كل ما طلبه منا الروح القدس في المجمع الفاتيكاني؟ من أجل نضوج مستمرّ في الكنيسة؟”.
كلا. أكثر ما نصنعه هو “الإحتفال بذكرى تأسيس المجمع، نصنع تمثال، ولكن من المهمّ اللا يزعجنا. لا نريد التغيير. لا بل على العكس، هناك من يريد التراجع، وهذا ما يسمى ’العناد’ وهذا ما يسمى الرغبة بترويض الروح القدس، وهذا ما يسمى حماقة وبطء في القلب”.
إنه لتصرّف سلبي “في حياتنا الشخصيّة”، عندما “يحاول الروح القدس دفعنا صوب طريق أكثر انجيليّة”، ونحن نعترض. لذلك علينا أن نطلب نعمة الرب. واختتم البابا فرنسيس قائلاً: “لا يجب أن نحارب الروح القدس. هذه هي النعمة التي أطلبها ونطلبها جميعنا اليوم من الرب: أن يقودنا الروح القدس، وليأتي الروح بيننا وليقودنا للمضي قدماً في الطريق نحو القداسة، قداسة الكنيسة الرائعة”.