قام البابا الفخري بندكتس السادس عشر، بزيارة كاستيل غوندولفو الذي هو المقر الصيفي البابوي منذ الحبر الأعظم أوربانو السابع، والذي استقبل بندكتس بعد تنحيه عن السدة البابوية لمدة شهرين.
لذلك من المؤكد أن الحنين لذلك المكان الرائع حمله لتمضية ثلاثة ساعات بعيدا عن حديقة الفاتيكان. قام خلال هذه الساعات الثلاثة بالتنزه وتلاوة المسبحة وحضر حفل موسيقيّ كلاسيكي معزوف على البيانو، وعند المساء عاد إلى الفاتيكان إلى المكان الذي قرر العيش فيه و”الاختفاء عن العالم” وهو دير أم الكنيسة.
رافق بندكتس السادس عشر برحلته هذه، المكرسات الأربعة لوريدانا، كارميلا، كريستينا ومانويلا اللواتي يعتنين بشقة البابا الفخري.
أمّا البابا فرنسيس فقد قدّم إلى بندكتس مكانه الصيفي لقضاء الفترة التي يريدها ولكن بندكتس رفض ذلك ورغب بالبقاء مستقرا بالخفاء حيث هو الآن.
يقال بأن البابا الفخري وبعد حوالي 6 أشهر على اعتزاله عن العالم، يعيش بالخفاء المستمر. حظي أحدهم بفرح لقاء بندكتس، وسمع منه شخصياً سبب اعتزاله. ولكن بندكتس لم يقم يوماً لا بالتعليق على ما يجري ولم يفشِ بسرّ، بل يشكر الروح القدس على العمل الرائع الذي يقوم به خلفه.
وعندما قام بزيارته سالفاتوري شيرنوزيو من وكالة زينيت وسأله عن سبب اعتزاله أجاب: “هذا ما طلبه مني الله”، محدداً بأنه لا وجود لأي ظهور أو معجزة من أي نوع بل هي “تجربة صوفية” حيث ولّد المسيح في قلبه “الرغبة التامة” بالبقاء بمفرده، مجموع بالصلاة.
إذاً ما يقوله راتزينغر شخصياً بأن ما قام به ليس الهروب من العالم، بل اللجوء إلى الله والإحتماء بحبه. وهو يؤكد بأنه كلما تأمل بعمل وجاذبية البابا فرنسيس، يزداد اقتناعا بأن اختياره هذا كان فعلاً “ارادة الله”.