يتم الحديث على موضوع الحرب في إطار شرح الوصية الخامسة "لاتقتل". فيقول تعليم الكنيسة: "نظرًا للشرور والظلم الذي تولده الحروب، تحث الكنيسة الجميع بإصرار على الصلاة والعمل لكيما تحررنا الطيبة الإلهية من عبودية الحرب القديمة".
ويضيف التعليم: "يجب على جميع المواطنين وجميع الحكام أن يعملوا لتفادي الحروب". وعليه فتعليم الكنيسة الأولي حول الحرب هو أنه يجب تفادي الحرب قدر الإمكان، ويجب طلب السلام، الحفاظ عليه وتنميته. هناك إذًا ترابط وثيق بين رفض الحروب وبناء السلام.
إلا أن تعليم الكنيسة ليس ساذجًا، وهو يأخذ بعين الاعتبار حالة مجتمعنا البشري. ولذا يوضح أن "السلام ليس مجرد غياب الحروب، ولا يمكن أن يُختصر بضمانة توازن القوى المتنازعة. لا يمكن الحصول على السلام على الأرض دون الحرص على خيرات الأشخاص، على حرية التواصل بين البشر، على احترام كرامة الأشخاص والشعوب، على عيش الأخوة".
السلام الذي يشفي ويحرس من الحرب بحسب تعليم الكنيسة هو سلام مبني على العدالة، وكما يعلم البابا يوحنا بولس الثاني: "لا سلام بلا عدالة، لا عدالة بلا غفران، ولا غفران بل محبة".
جوابنا هذا يفتح سؤالاً آخر، سنجيب عليه في المرة القادمة: ما هو مفهوم الكنيسة "للحرب العادلة"؟