يقوم البابا فرنسيس كلّ شهر بالصلاة على نيّتين، الأولى من أجل العالم والثانية من أجل الرسالة في الكنيسة.
وكانت النيّة من أجل العالم لشهر تشرين الثاني: لنصلِّ من أجل كهنتنا الذين يواجهون المصاعب، كي يستريحوا من معاناتهم ويكونوا أقوياء في شكوكهم ومترسّخين في إخلاصهم.
والنيّة من أجل التبشير: لنصلّ من أجل الكنائس في أميركا اللاتينيّة كي تبعث مرسلين إلى كنائس أخرى.
ننشرُ في ما يلي تعليق الأب فريديريك فورنوس حول النيّة من أجل العالم.
فلنعتنِ بكهنتنا!
على الرغم من سعادة بعض الكهنة في خدمتهم ليسوع المسيح ولكنيسته فإنّ بعضهم يعيش صعوبات كثيرة.معاناة وشكوك وكفاح داخل قلوبهم. ولهذه الصعوبات أسباب كثيرة منها الضغط الذي يُرافق اجتهادهم ووضع الرعيّة الذي يهدّ من عزيمتهم والوحدة والعجز والجروحات النفسيّة والدعم غير الكافي الذي تؤمّنه جماعتهم… لذا يدعونا البابا فرنسيس إلى الصلاة من أجلهم.
يبدو لنا أنّ معظم الصعوبات معروفة إذ إنّها تجعلنا نفكّر بالأشخاص الذين يعيشون العفّة تلك التي تبدو للكثيرين حياة صعبة العيش. إلّا أنّه يصعب أيضًا عيش الزواج الذي هو دعوة مسيحيّة أخرى.
إنّ الصعوبات توازي السعادة والنعم التي يُعطينا إيّاها الله. إذ إنّ كلّ دعوة هي منبع سعادة، ويُعتبر أمينًا كلّ من لبّى هذه الدعوة.
إنّ الصعوبات لا تقتصرُ على تضاؤل الممارسات الدينيّة ومحو صورة الجماعات الدينيّة في الصحافة لكنّها تضمّ أيضًا المعارك الروحيّة التي تولدُ من الرغبة في خدمة رسالة المسيح.
ومن الطبع، فإنّه ليس من السهل أن نكون أمناء للإنجيل الذي أوصانا به يسوع المسيح. ففي هذا العالم، تزداد الأمور التي تُبعدنا وتُشتّتنا وتُغرقنا. لذا ففي هذا العالم، عالمنا نحن، إنّه من الضروري لنا نحن كهنة المسيح يسوع أن نواظب على الصلاة النابعة من قلبنا إلى قلب الذي أوصانا برسالته.
إلّا إنّه في بعض الأحيان، لا يكون ذلك كافيًا لأنّنا نواجه أيّامًا فيها صعوبات ومعاناة كثيرة. ولن يُساعدنا نحن الكهنة لتخطّي هذه الصعوبات إلّا الصلاة والتأمّل الدائم في الكتاب المقدّس ودعم صديق أو أخ أو قريب. فأنا، تدعمني جماعتي الدينيّة فنلتقي معًا للصلاة ولتناول الطعام ولمشاركة أحزاننا فهذا غالبًا ما يريحنا ويبدّل كلّ شيء.
إلّا أنّ الأمر ليس دائما ذاته بالنسبة إلى كهنة الرعايا. ولهذا السبب يدعو البابا عبر هذه النيّة الجماعات المسيحيّة كافّة للصلاة فهذه الأخيرة مدعوّة إلى تعزية الكهنة ودعمهم وتثبيتهم في رسالتهم. فإنّ الكهنة قد وضعوا أنفسهم بكامل إرادتهم وحريّتهم في خدمة كلّ شيء ولكنّهم يعيشون الألم في بعض الأحيان. ولا يكفي أن نهبّ لمعانقتهم وتقبيلهم بعدَ القدّاس بل علينا أيضًا أن نترجمَ عاطفتنا الأخويّة هذه إلى دعم حقيقي.
***
نقلته إلى العربيّة بياتريس طعمة-ـ وكالة زينيت العالميّة ـ