٤.  شخص يتميز بالتمييز: نعم التمييز عطية من الروح القدس يكتسبها الشخص من تمييزه على ذاته وعلى أفكاره الشخصية، منها ينبع تمييزه على أفكار وأقوال الآخرين. فبمقدار تمييزه على نفسه يمكنه ان يميز علي الآخرين. وهذا هو الخاص للآباء، الخبرة الذاتية والنابعة من مسيرة خاصة مع الرب، معضدة بدراسة أو قرأه لكن الأساس هو الخبرة مع الله.

         فعلى المرشد ان يتعلم ان يميز على أفكاره ويصارع مع الأفكار التي مصدرها ليس بالرب، يتعرف عليها ويصارع معها، وهنا تكمن الخبرة ، من مقدار صراعه، فالمسيحي هو مصارع في حلبة يسعى على ان يحصل على الانتصار المحسوم له من الرب.

٥. المرشد الروحي هو شخص اختبر انتصار وذاق معنى البتولية، أي لمس معنى الجوهر الإلهي العفيف، الكلي للآخر ولا شئ لذاته. نعم لمس وذاق، وهذا الانتصار يعطيه القوة والشجاعة لدعوة آخرين إلى الصراع وإلا كلمات ونصائح تسقط كأوراق شجر الخريف مع مرور قليل من الرياح. فالمرشد الروحي يصبح مرشد حقيقي مع خبرته الخاصة وانتصاراته مع الرب ، وإلا يتحول لعاجز وان كانت لديه العديد من الرغبة. فبذرة المرشد حسب الآباء هي خبرته الخاصة. ( أقوال الآباء- مورا توري- ١٩٨٦- رقم ٦٦).

         نعم شخص انتصر على صراعاته وإلا يصبح حليف ومساعد لصراعات من يسمعه. فيقول ايفاجريو، ان لم يتحرر المرشد من صراعاته الخاصة يقود من يسمعه إلى الهلاك حيث من السهل ان يشفق عليه و يسقطا سويا. حيث هناك عديد من الرغبات الدفينة فينا لا تظهر إلا مع التجربة وقد تكون التجربة سماع شخص آخر، أو الشفقة عليه وتنتج الكارثة، يصبح عون له على الخطيئة بدلا من عون لقيامة منها ( ايفاجريو- رسالة إلى سنتريون- ٦- ٥٢-)

٦. المرشد عالم بالنفس البشرية، دارس لعلم نفس الإنسان، وهذا ليس لحد ذاته، لكن كي يدرك عمل الله في هذه النفس ، هكذا يؤكد اوريجانوس وآيفارجيو. فبدون معرفة قد يتشتت المرشد بين ما هو طبيعي للنفس وما هو الهي. قد يتشتت بين ما هو مرض طبيعي ومرض نابع من خطيئة وعادة سيئة أصبحت رفيقة للشخص وأثرت على نفسه. حيث الإرشاد الروحي هو دعوة النفس، من ظلمة الجهل ألي معرفة رحمة الرب يسوع المسيح ( رسالة ايفاجريو ٥٢). ولكن في نفس الوقت المرشد هو طبيب للنفس على مثل المسيح حيث انه قادر ان يقود النفس إلى خلاص الرب ويرفعها مما هو عليها إلى ما يجب ان تكون عليه. فالمرشد هو طبيب النفس حسب قوله. ولكن هل من نصائح خاصة في الإرشاد حسب الآباء ؟

إلى المرة القادمة

البابا يصدر إرادة رسولية يوافق بموجبها على النظام الداخلي الجديد للهيئة المعنية بمراقبة النشاطات المالية

أصدر البابا فرنسيس يوم أمس الاثنين إرادة رسولية تحمل تاريخ الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري وافق بموجبها الحبر الأعظم على النظام الداخلي الجديد للهيئة المعنية بمراقبة النشاطات المالية التي تقوم بها مختلف الدوائر كما أن الهيئة تتمتع بالحق في ممارسة مهامها باستقلالية تامة ضمن الأطر القانونية للكرسي الرسولي ودولة حاضرة الفاتيكان. وجاء في بيان صدر للمناسبة عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن النظام الجديد سيدخل حيز التنفيذ في الحادي والعشرين من الشهر الجاري ويرمي هذا الإجراء إلى تعزيز التدابير والأطر المؤسساتية بغية التصدي لأي نشاطات غير مشروعة قد تُمارس على الصعيد المالي.