احتفل البابا فرنسيس بالقدّاس الإلهي الصباحي كما تجري العادة في دار القديسة مارتا وذكر في عظته كلّ من يتعطّشون إلى الكرامة ويقعون في فخاخ الرشوة والفساد نتيجة العمل غير الشريف مشيرًا بذلك إلى روح العالم وخطورة الوقوع فيه. إنّ المسيح بنفسه صلّى إلى الآب في صلاته الكهنوتية ألاّ نقع في فخاخ هذا العالم وأن يحفظنا الآب من الشرير.
ثمّ تابع بأننا عندما نفكّر في أعدائنا نفتح مجالاً لأن يتدخّل الشرير في حياتنا فنتبدّل وننحدر لنصبح شبيهين بهذا العالم مع أننا لسنا من العالم ويتحجج البعض قائلاً: “إنّ الجميع يتصرّف هكذا!” ويجيب البابا: “ولكن لا، ليس الجميع!” لربّما لا يتخذّ الكثيرون هذا الموقف الإيجابي ولكنه الأنسب لكسب لقمة العيش بشرف.
وأشار إلى المثل الذي أعطاه يسوع في مثل الوكيل الخائن في لوقا (16: 1-8): “آه نعم هذه هي فطنة أبناء هذه الدنيا! وهذه العادة ليست من عند الله! لقد طلب منا الله أن نعمل بشرف”. وتابع قائلاً: “إنّ هذا الوكيل قد قدّم الطعام لأولاده بالمال “الحرام”! وكبروا أولاده وتعلّموا في أرقى المدارس والجامعات وكانوا يحصلون من أبيهم المال “الحرام”! لقد فقد كرامته! وهذه خطيئة عظيمة! ربما بدأت بتلقّي رشوة صغيرة ولكن سرعان ما أصبح ذلك كالمخدرات، أليس كذلك؟”
ثمّ ذكّر البابا فرنسيس بكلمات المسيح عندما دعانا أن نكون حكماء كالأفاعي وودعاء كالحمام مشيرًا إلى ضرورة سأل الله هذه النعمة من الروح القدس كي لا نقع في المكر ودنيوية هذا العالم. ثمّ اختتم العظة بصلاة قائلاً: “ربما سيكون مفيدًا اليوم لو نصلّي من أجل كلّ الأولاد والشباب الذين حصلوا من أهلهم على المال “الحرام”: إنهم جياع، جياع إلى الكرامة! نصلّي إلى الله من أجل أن تتبدّل قلوبهم وأن يعوا أن كرامة العمل تستحقّ العناء ساعين وراء العمل الشريف في كل يوم وأن لا يتوهوا في الطرقات التي تفسد كلّ شيء!” واستذكر مثل الغني الجاهل حين قال له الله: “يا غبي، في هذه الليلة تستردّ نفسك منك، فلمن يكون ما أعددته؟” (لو 12/13 – 21) مشيرًا إلى المساكين الذين فقدوا كرامتهم نتيجة الرشاوى وكلّ المال الذي ادّخروه!